يقبلوا بها فأصبحوا من المنبوذين والمغضوب عليهم وأطلقوا عليهم اسم الروافض.
وبما أن أهل السنة والجماعة هم الذين تحكموا بمصير الأمة عبر القرون فحكام بني أمية كلهم وحكام بني العباس كلهم هم أنصار وأتباع مدرسة الخلافة التي أسسها أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية (1) ويزيد.
ولما فشل أمر الخلافة وذهبت هيبتها وأصبحت في أيدي المماليك والأعاجم وسمع بتدوين السنة النبوية، عند ذلك ظهرت تلكم الأحاديث التي عمل الأولون على طمسها وكتمانها ولم يقدروا فيما بعد على محوها وتكذيبها، وبقيت تلك الأحاديث من الألغاز المحيرة عندهم لأنها تخالف الأمر الواقع الذي آمنوا به.
وحاول بعضهم التوفيق بين تلك الأحاديث وما هم عليه من العقيدة فتظاهروا بمحبة أهل البيت ومودتهم فتراهم كلما ذكروا الإمام عليا يقولون رضي الله عنه وكرم الله وجهه، حتى يتبين للناس بأنهم ليسوا بأعداء لأهل البيت النبوي.
فلا يمكن لأي واحد من المسلمين حتى المنافقين منهم أن يظهر عداءه لأهل البيت النبوي، لأن أعداء أهل البيت هم أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك يخرجهم من الإسلام كما لا يخفى.
والمفهوم من كل هذا بأنهم في الحقيقة أعداء أهل البيت النبوي ونقصد بهؤلاء السلف الصالح الذين تسموا أو سماهم أنصارهم ب " أهل السنة والجماعة والدليل أنك تجدهم كلهم يقلدون المذاهب الأربعة الذين أوجدتم السلطة الحاكمة (كما سنبينه عما قريب)، وليس عندهم في أحكام الدين شئ يرجعون فيه لفقه أهل البيت أو لأحد الأئمة الاثني عشر.