(القرآن والعترة) لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (1).
وكيف لا تعجب من قوم يدعون أنهم أهل السنة وهم يخالفون ما ثبت في صحاحهم من فعل النبي وأوامره ونواهيه (2)؟
أما إذا اعتقدنا وصححنا حديث: تركت فيكم كتاب الله وسنتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كما يحلو لبعض أهل السنة أن يثبتوه اليوم، فإن العجب سيكون أكبر والفضيحة أظهر.
إذ أن كبراءهم وأئمتهم هم الذين أحرقوا السنة التي تركها رسول الله فيهم، ومنعوا من نقلها وتدوينها كما عرفنا ذلك في ما تقدم من أبحاث سابقة.
وقد قال عمر بن الخطاب بصريح اللفظ: حسبنا كتاب الله يكفينا. وهو رد صريح على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والزاد على رسول الله راد على الله كما لا يخفى.
وقول عمر بن الخطاب هذا أخرجه كل صحاح أهل السنة بما فيهم البخاري ومسلم، فإذا كان النبي قد قال: تركت فيكم كتاب الله وسنتي، فعمر قال له: حسبنا كتاب الله ولا حاجة لنا بسنتك وإذا كان عمر قد قال بمحضر النبي حسبنا كتاب الله، فإن أبا بكر أكد على تنفيذ رأي صاحبه فقال عندا أصبح خليفة: لا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه (3).
كيف لا تعجب من قوم تركوا سنة نبيهم ونبذوها وراء ظهورهم، وأحلوا محلها بدعا ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان، ثم يسمون أنفسهم وأتباعهم أهل السنة والجماعة؟