ولكن العجب يزول عندما نعرف بأن أبا بكر وعمر وعثمان ما كانوا يعرفون هذه التسمية أبدا، فهذا أبو بكر يقول: لئن أخذتموني بسنة نبيكم لا أطيقها (1).
كيف لا يطيق أبو بكر سنة النبي؟ فهل كانت سنته صلى الله عليه وآله وسلم أمرا مستحيلا حتى لا يطيقها أبو بكر؟
وكيف يدعي أهل السنة أنهم متمسكون بها إذا كان إمامهم الأول ومؤسس مذاهبهم لا يطيقها؟؟!
ألم يقل الله سبحانه في حقها: لكم في رسول الله أسوة حسنة (الأحزاب: 21 ؟ وقال في حقها أيضا: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها (الطلاق: 7) وقال أيضا : ما جعل عليكم في الدين من حرج (الحج: 78).
فهل يرى أبو بكر وصاحبه عمر أن رسول الله ابتدع دينا غير الذي أنزل الله، فأمر المسلمين بما لا يطاق وكلفهم عسرا؟ حاشاه فقد كان كثيرا ما يقول: بشروا ولا تنفروا، يسروا ولا تعسروا، إن الله أتاكم رخصة فلا تشددوا على أنفسكم.
ولكن اعتراف أبي بكر بأنه لا يطيق سنة النبي يؤكد ما ذهبنا إليه من أنه أحدث بدعة يطيقها حسب هواه وتتماشى وسياسة الدولة التي ترأسها.
ولعل عمر بن الخطاب كان يرى هو الآخر بأن أحكام القرآن والسنة لا تطاق فعمد إلى ترك الصلاة إذا أجنب ولم يجد الماء وأفتى بذلك أيام خلافته وقد عرف ذلك الخاص والعام وأخرج ذلك عنه كل المحدثين.
وبما أن عمر كان مولعا بكثرة الجماع وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم (البقرة: 167)، لأنه لم يصبر على الجماع وقت الصيام وبما أن الماء كان قليلا رأى عمر أنه من الأسهل أن يترك الصلاة ويرتاح إلى أن يتوفر لديه الماء الكافي للغسل عند ذلك يعود إلى الصلاة.
أما عثمان فقد خالف السنة النبوية كما هو معروف حتى أخرجت عائشة قميص النبي وقالت: لقد أبلى عثمان سنة النبي قبل أن يبلي قميصه، وحتى