تأخرت تلك المذاهب إلى ذلك العهد؟ وأين كان أهل السنة والجماعة قبل وجود تلك المذاهب؟ وبماذا كانوا يتعبدون، وإلى من كانوا يرجعون؟
ثم كيف ينقطعون إلى رجال لم يعاصروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا عرفوه ، وإنما ولدوا بعدما وقعت الفتنة وبعدما تحارب الصحابة وقتل بعضهم بعضا وكفر بعضهم بعضا، وبعدما تصرف الخلفاء في القرآن والسنة واجتهدوا فيهما بآرائهم.
وبعدما استولى يزيد بن معاوية على الخلافة فاستباح مدينة الرسول المنورة لجيشه يفعل فيها ما يشاء، فعاث جيشه فيها فسادا وقتل خيار الصحابة الذين لم يبايعوه واستبيحت الفروج وانتهكت المحارم وحبلت النساء من سفاح.
فكيف يركن العاقل إلى أولئك الأئمة الذين هم من تلك الطبقة البشرية التي تدنست بأوحال الفتنة وتغذت بألبانها المتلونة، وشبت وترعرت على أساليبها الماكرة الخداعة ، وقلدتها أوسمة العلم المزيفة. فلم يبرز للوجود منهم إلا الذين رضيت عليهم الدولة ورضوا عنها (1).
كيف يترك - من يدعي التمسك بالسنة - الإمام علي باب مدينة العلم والإمام الحسن والإمام الحسين سيدا شباب أهل الجنة والأئمة الطاهرين من عترة النبي الذين ورثوا علوم جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتبع أئمة لا علم لهم بالسنة النبوية بل هم صنيعة السياسة الأموية؟
كيف يدعي أهل السنة والجماعة بأنهم أتباع السنة النبوية وهم يهملون القيمين عليها؟ بل كيف يتركون وصايا النبي وأوامره بالتمسك بالعترة الطاهرة، ثم يدعون أنهم أهل السنة؟!
وهل يشك مسلم عرف التاريخ الإسلامي وعرف القرآن والسنة بأن أهل السنة والجماعة هم أتباع الأمويين والعباسيين؟
وهل يشك مسلم عرف القرآن والسنة وعرف التاريخ الإسلامي بأن الشيعة الذين يقلدون عترة النبي ويوالونهم هم أتباع السنة النبوية، وليس لأحد غيرهم أن يدعيها؟