ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في الذكر الحكيم: قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم (آل عمران: 64)؟
فإن كانوا من أهل السنة حقا، فلينادوا إخوانهم من الشيعة إلى كلمة سواء بينهم.
وإذا كان الإسلام ينادي أعداءه من اليهود والنصارى إلى كلمة سواء للتفاهم والتآخي، فكيف بمن يعبدون إلها واحدا، ونبيهم واحد وكتابهم واحد، وقبلتهم واحدة ومصيرهم واحد!
فلماذا لا ينادي علماء أهل السنة إخوانهم من علماء الشيعة ويجلسون معهم حول طاولة البحث، ويجادلونهم بالتي هي أحسن ويصلحون عقائدهم إن كانت فاسدة كما يزعمون؟
لماذا لا يعقدون مؤتمرا إسلاميا يجمع علماء الفريقين وتطرح فيه كل المسائل الخلافية على مسمع ومرأى من كل المسلمين حتى يعرفوا وجه الصواب من الكذب والبهتان؟
وخصوصا وأن أهل السنة والجماعة يمثلون ثلاثة أرباع المسلمين في العالم، ولهم من الإمكانات المادية والنفوذ لدى الحكومات ما يجعل ذلك عندهم سهلا ميسورا إذ يملكون الأقمار الصناعية.
ولأن أهل السنة والجماعة لا يعملون لمثل هذا أبدا، ولا يريدون المواجهة العلمية التي ينادي بها كتاب الله المجيد بقوله:
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (البقرة: 111).
قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ( الأنعام: 148 ولذلك تراهم دائما يلجأون إلى السب والشتم والتكفير والبهت والافتراء وهم يعرفون بأن الحجة والدليل مع خصومهم الشيعة.
وأعتقد بأنهم يخافون أن يتشيع أكثر المسلمين إذا كان كشفت الحقائق كما وقع