ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي (يوسف: 37 .
وكقوله تعالى: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما (الكهف: 65). حكاية عن الخضر الذي التقى بموسى وعلمه من علم الغيب ما لم يستطع عليه صبرا.
والمسلمون شيعة وسنة لم يختلفوا في أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم الغيب وقد سجلت سيرته الكثير من الأخبار بالغيب كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ويح عمار تقتله الفئة الباغية وقوله لعلي: أشقى الآخرين الذي يضربك على رأسك فيخضب لحيتك وقوله: إن ابني الحسن يصلح الله به فئتين عظيمتين وكقوله لأبي ذر بأنه سيموت وحيدا طريدا إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة، ومنها حديثه المشهور الذي أخرجه البخاري ومسلم وكل المحدثين والذي جاء فيه: الأئمة من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش وفي بعض الروايات كلهم من بني هاشم.
وقد أثبتنا في الأبحاث السابقة من كتاب مع الصادقين وكتاب فاسألوا أهل الذكر بأن علماء السنة أنفسهم أشاروا في صحاحهم ومسانيدهم إلى تلك الأحاديث الدالة على إمامة الأئمة الاثني عشر وصححوها.
وإذا سأل سائل: لماذا تركوهم واقتدوا بغيرهم من أئمة المذاهب الأربعة، إذا كانوا يعترفون بتلك الأحاديث ويصححونها؟؟
والجواب هو: إن السلف الصالح كلهم من أنصار الخلفاء الثلاثة الذين أولدتهم السقيفة أبو بكر وعمر وعثمان، فكان نفورهم من أهل البيت وعداؤهم للإمام علي وأولاده لا بد منه، فعملوا كما قدمنا على محق السنة النبوية وإبدالها باجتهاداتهم.
وسبب ذلك انقسام الأمة إلى فرقتين بعد وفاة الرسول مباشرة فكان السلف الصالح ومن تبعهم ورأى رأيهم يمثلون أهل السنة والجماعة وهم الأغلبية الساحقة في الأمة، وكان الأقلية القليلة علي وشيعته الذين تخلفوا عن البيعة ولم