صادرة عن أناس متروكين أو عن المنافقين، ولكنها مع الأسف صدرت عن عظماء الصحابة وعن أم المؤمنين والذين هم عند أهل السنة والجماعة قدوة وأسوة حسنة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومما يزيدنا يقينا بأن حديث لا تكتبوا عني هو حديث موضوع لا أساس له من الصحة ولم ينطق به رسول الله إطلاقا، أن أبا بكر نفسه كان يكتب عن رسول الله بعض الأحاديث التي جمعها في عهد النبي، ثم بعد ما تولى الخلافة بدا له أن يحرقها لأمر قد لا يخفى على الباحثين.
فها هي ابنته عائشة تقول: جمع أبي الحديث عن رسول الله فكانت خمسمائة حديث فبات يتقلب، فقلت: يتقلب لشكوى أو لشئ بلغه، فلما أصبح قال: أي بنية هلمي بالأحاديث التي عندك، فجئته بها فأحرقها (1).
وهذا عمر بن الخطاب أيضا في خلافته يخطب يوما في الناس قائلا: (لا يبقين أحد عنده كتابا إلا أتاني به فأرى فيه رأيي فظنوا أنه يريد النظر فيها ليقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف، فأتوه يكتبهم فأحرقها بالنار (2).
كما بعث في الأمصار يأمرهم: من كان عنده شئ فليمحه (3). فهذا أكبر دليل على أن الصحابة عامة سواء منهم المقيمين في المدينة أو في بقية الأمصار الإسلامية الأخرى كلهم عندهم كتب جمعوا فيها الأحاديث النبوية التي كتبوها على عهده صلى الله عليه وآله وسلم فأحرقت كلها بفعل أبي بكر أولا ثم عمر ثانيا ومحيت بقية الكتب التي في الأمصار بأمر عمر في خلافته (4).
وعلى هذا فلا يمكن لنا ولا لأي عاقل أن يصدق بأن رسول الله نهاهم عن