بدون تمحيص ولا بحث ولا بينة، فهم كالببغاء يعيدون ما يسمعون ويستنسخون ما كتبه النواصب من أذناب الأمويين، والذين لا يزالون يعيشون على مدح وتمجيد يزيد بن معاوية (1).
فلا نستغرب من أولئك الممجدين ليزيد بن معاوية، أن يسبوا ويكفروا أعداء يزيد هذا.
وإذا كان سلفهم الصالح، يزيد وأبوه معاوية يغدقون على أتباعهم ومن تشيع لهم الذهب والفضة ويشترون بها ضمائرهم في الماضي، فإن ملايين الدولارات، والقصور الفخمة في لندن وباريس والتي ملئت بزرق العين، من الشقراوات، والخمر المصفى، لقادر على شراء ضمائرهم ودينهم وأوطانهم في الحاضر.
ولو كان هؤلاء يتبعون السنة النبوية كما يزعمون لتعلموا من أخلاقه العالية صلى الله عليه وآله وسلم احترام الغير ولو خالفهم في العقيدة.
ألم تقل السنة النبوية: المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، والمسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ألم يصرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر فلو كان هؤلاء الكتاب المدعون أنهم من أهل السنة والجماعة يعرفون السنة النبوية ، لما سمحت لهم نفوسهم بتكفير من يشهد أن لا إله إلا لله وأن محمدا رسول الله، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان، ويحج البيت الحرام، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
وبما أنهم أتباع السنة الأموية والقرشية فهم يتكلمون ويكتبون بالعقلية الجاهلية والأفكار القبلية والنعرات العنصرية. فالشئ من مأتاه لا يستغرب، وكل إناء بالذي فيه ينضح.