وبقي علي بن أبي طالب يحتفظ بتلك الصحيفة التي جمع فيها كل ما يحتاجه الناس حتى أرش الخدش، ولما تولى الخلافة كان يعلقها على سيفه ويصعد على المنبر ليخطب في الناس ويعرفهم بأهميتها.
وقد تواترت الأخبار عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم توارثوا تلك الصحيفة أبا عن جد وكابرا عن كابر، وكانوا يفتون بها في المسائل التي يحتاجها معاصروهم ممن اقتدوا بهديهم.
ولذلك كان الإمام جعفر الصادق والإمام الرضا وغيرهم من الأئمة يرددون دائما نفس الكلام بخصوصها ويقولون: إننا لا نفتي الناس بآرائنا، إنا لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنها آثار من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أهل علم نتوارثها كابرا عن كابر، نكتنزها كما يكتنز الناس ذهبهم وفضتهم (1).
وقال جعفر الصادق مرة أخرى.
حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ، وحديث رسول الله هو قول الله (عز وجل) (2).
وبكل هذا يصبح حديث الثقلين المتواتر: تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا (3)، هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، وتصبح السنة النبوية، الصحيحة ليس لها من حافظ وراع وقيم غير الأئمة الأطهار من آل بيت المصطفى المختار.
كما يستنتج من هذا أن شيعة أهل البيت الذين تمسكوا بالعترة هم أهل السنة النبوية، وأن أهل السنة والجماعة مدعون ما ليس لهم، ولا تقوم دعواهم على حجة ولا دليل.
- والحمد لله الذي هدانا لهذا -.