على العامة بأنه رابع الخلفاء الراشدين وهو باب مدينة العلم رضي الله عنه وكرم الله وجهه.
ونحن نقول لهم: فلماذا لا تقلدوه في أمور دينكم ودنياكم إن كان اعتقادكم فيه صحيحا بأنه باب مدينة العلم؟
لماذا تركتم الباب عمدا وقلدتم أبا حنيفة ومالكا، والشافعي وابن حنبل وابن تيمية، الذين لا يدانوه في علم ولا عمل ولا فضل ولا شرف، فأين الثرى من الثريا وأين السيف من المنجل وأين معاوية من علي لو كنتم تعقلون؟
هذا بقطع النظر عن كل النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي توجب على كل المسلمين اتباع الإمام علي من بعده والاقتداء به، ولقائل من أهل السنة أن يقول: إن فضل علي وسابقته وجهاده في سبيل الإسلام وعلمه الغزير وشرفه العظيم وزهده الكبير يعرفه الناس جميعا، بل إن أهل السنة يعرفون عليا ويحبونه أكثر من الشيعة (هذا ما يردده الكثير منهم اليوم).
فنقول هؤلاء: أين كنتم (1) وأين كان أسلافكم وعلماؤكم عندما كان علي يلعن على المنابر مئات السنين؟ فلم نسمع ولم يحدثنا التاريخ أن أحدا منهم أنكر ذلك أو منع من ذلك أو قتل من أجل ولائه وحبه لعلي، فلا ولن نجد من علماء أهل السنة من فعل ذلك بل كانوا مقربين للسلاطين والأمراء والولاة لما أعطوهم من البيعة والرضا وأفتوا لهم بقتل الرافضة الذين يوالون عليا وذريته، وهؤلاء موجودون حتى في عصرنا الحاضر.
لقد دأب النصارى على معاداة اليهود غير القرون واعتبروهم مجرمين وحملوهم مسؤولية قتل السيد المسيح عيسى بن مريم، ولكن لما ضعف أمر النصارى وتلاشت أمور العقيدة عندهم واعتنق أكثرهم مذهب الإلحاد وأصحبت الكنيسة في سلة المهملات للموقف المعادي الذي وقفته ضد العلم والعلماء،