كنا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر ، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نفاضل بينهم (1).
ومن أجل هذا الحديث الذي ليس لرسول الله فيه رأي ولا عمل، إنما هو من خيال عبد الله بن عمر وآرائه الفاسدة وحقده وبغضه المعروف لعلي، بنى أهل السنة والجماعة مذهبهم على عدم الاعتراف بخلافة علي.
وبأمثال هذه الأحاديث استباح بنو أمية سب علي ولعنه وشتمه وانتقاصه، ودأب الحكام من عهد معاوية إلى أيام مروان بن محمد بن مروان سنة 132 للهجرة يلعنون عليا على المنابر ويقتلون من تشيع له أو من أنكر عليهم ذلك (2).
ثم قامت دولة العباسيين من عهد العباس السفاح سنة 132 للهجرة وإلى عهد المتوكل سنة 247 للهجرة، تواصلت خلالها البراءة من علي ومن تشيع له بأساليب مختلفة ومتعددة حسب الظروف والملابسات لأن دولة العباسيين قامت على أنقاض أهل البيت والمتشيعين لهم ، فكان الحكام لا يجهرون بلعن علي عندما تقتضي مصلحة الدولة ولكنهم يعملون في الخفاء أكثر من عمل الأمويين وقد استفادوا من التجربة التاريخية التي أبرزت مظلومية أهل البيت وشيعتهم وعطف الناس عليهم، فعمل الحكام بدهاء لكسب الموقف لصالحهم وتقربوا إلى أئمة أهل البيت لا حبا فيهم ولا اعترافا بحقهم وإنما لاحتواء الثورات الشعبية التي تقوم في أطراف الدولة وتهدد كيانها، ذلك ما فعله المأمون بن هارون الرشيد مع الإمام علي بن موسى الرضا، أما إذا سطرت الدولة وقضت على الثورات الداخلية فإنها تمعن في إهانة الأئمة وشيعتهم كما فعل المتوكل الخليفة العباسي الذي اشتهر ببغض علي وشتمه حتى نبش قبره وقبر الحسين.
ولكل ذلك قلنا بأن أهل السنة والجماعة لم يقبلوا بخلافة علي إلا بعد زمن أحمد بن حنبل بكثير.
.