دخلت على أحمد بن حنبل حين أظهر التربيع بعلي (رضي الله عنه) (1) فقلت له:
يا أبا عبد الله إن هذا الطعن على طلحة والزبير فقال: بئسما قلت، وما نحن وحرب الجمل وذكرها؟ أصلحك الله إنما ذكرناها حين ربعت بعلي وأوجبت له الخلافة وما يجب للأئمة قبله!
فقال لي: وما يمنعني من ذلك؟! قلت: حديث ابن عمر فقال لي: عمر خير من ابنه فقد رضي عليا للخلافة على المسلمين وأدخله في الشورى، وعلي قد سمى نفسه أمير المؤمنين، فأقول أنا ليس للمؤمنين بأمير؟! قال: فانصرفت عنه (2).
ومن هذه القصة يتبين لنا بأن أهل السنة لم يقبلوا بخلافة علي ويقولوا بصحتها إلا بعد أحمد بن حنبل بكثير كما لا يخفى.
ويظهر جليا من هذا المحدث أنه زعيم أهل السنة والجماعة ومتكلمهم، لأنهم يرفضون خلافة علي محتجين على ذلك بحديث عبد الله بن عمر - ففيه أهل السنة - والذي أخرجه البخاري في صحيحه وبما أنهم يقولون بأن البخاري هو أصح الكتب بعد كتاب الله، فكان لزاما عليهم رفض خلافة علي وعدم الاعتراف بها.
وقد ذكرنا هذا الحديث في كتاب فاسألوا أهل الذكر ولا بأس بإعادته لتعميم الفائدة، فإن في الإعادة إفادة. أخرج البخاري في صحيحة عن عبد الله ابن عمر، قال : كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان (رضي الله عنهم) (3).
كما أخرج البخاري في صحيحه حديثا آخر لابن عمر أكثر صراحة من الأول إذ قال عبد الله بن عمر: