غير مصلحته، وفيهم العادل الكريم، وفيهم الظالم اللئيم، وفيهم أهل الحق المؤمنين، وفيهم البغاة الفاسقون، وفيهم العلماء العاملون، وفيهم الجهلة المبتدعون، وفيهم المخلصون وفيهم المنافقون والناكثون والمارقون والمرتدون.
وإذا كان القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة والتاريخ أقروا هذه الأمور وأوضحوها بأجلى بيان، فيصبح قول " السنة والجماعة " بأن الصحابة كلهم عدول قولا هراء لا عبرة به ولا قيمة، لأنه يعارض القرآن والسنة ويعارض التاريخ والعقل والوجدان، فهو محض التعصب، وهو قول بلا دليل وكلام بلا منطق.
وقد يتعجب الباحث في هذه الأمور من عقيلة " أهل السنة والجماعة " الذين يخالفون العقل والنقل والتاريخ.
ولكن عندما يقرأ الباحث الأدوار التي لعبها الأمويون وكذلك الأساليب التي اتبعها العباسيون لتركيز هذه العقيدة - أعني احترام الصحابة وعدم انتقادهم والقول بعدالتهم - يزول عجبه ولا يساوره أدني شك في أنهم إنما منعوا الحديث في الصحابة لكيلا يصل إليهم النقد والتجريح لأفعالهم الشنيعة التي ارتكبوها تجاه الإسلام و نبي الإسلام والأمة الإسلامية.
وإذا كان أبو سفيان ومعاوية ويزيد وعمرو بن العاص ومروان بن الحكم و المغيرة بن شيعة وبسر بن أرطأة، كلهم من الصحابة وقد تولوا أمارة المؤمنين وحكموهم، فكيف لا يمنعون الخوض في نقد الصحابة، وكيف لا يختلقون لهم روايات مكذوبة تقول بعدالتهم جميعا لكي تشملهم تلك الفضائل، ولا يتجرأ أحد على نقدهم أو ذكر أفعالهم.
ومن يفعل ذلك من المسلمين يسموه كافرا وزنديقا ويفتوا بقتله وعدم تغسيله وتكفينه، وإنما يدفع بخشبة حتى يواري في حفرته - كما تقدم ذكره - وكانوا إذا أرادوا قتل الشيعة، اتهموهم بست الصحابة، ومعنى سب الصحابة عندهم، هو نقدهم و تجريحهم فيما فعلوه، وهذه وحده يكفي للقتل والتنكيل.
بل وصل الحد إلى أبعد من ذلك، ويكفي أن يتساءل أحد عن مفهوم الحديث حتى يلاقي حتفه، فإليك الدليل: