قال: لا فقيل كيف يصنع به وهو يشهد أن لا إله إلا الله؟ لا تسموه بأيديكم، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته (1).
ويقول الإمام أحمد بن حنبل: " خير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان بعد عمر، وعلي بعد عثمان، وهم خلفاء راشدون مهديون، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يموت أو يراجع ".
وقال الشيخ علاء الدين الطرابلسي الحنفي من شتم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو عليا أو معاوية أو عمرو بن العاص، فإن قال: كانوا على ضلال وكفر، قتل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكل نكالا شديدا. (2) وينقل الدكتور حامد حفني داود أقوال " أهل السنة والجماعة " باختصار، فيقول:
" يرى أهل السنة أن الصحابة كلهم عدول، وأنهم جميعا مشتركون في العدالة وإن اختلفوا في درجاتها، وأن من كفر صحابيا فهو كافر، ومن فسقه فهو فاسق، وأن من طعن في صحابي فكأنما طعن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويرى جهابذة أهل السنة أيضا أنه يجوز الخوض فيما جرى بين علي (رضي الله عنه) ومعاوية من أحداث التاريخ.
وأن من الصحابة من اجتهد وأصاب وهو علي ومن نحا نحوه، وأن منهم من اجتهد وأخطأ مثل معاوية وعائشة (رضي الله عنها) ومن نحا نحوهما، وأنه ينبغي - في نظر أهل السنة - الوقوف والإمساك عند هذا الحكم دون التعرض لذكر المثالب. ونهوا عن سب معاوية باعتباره صحابيا، وشددوا النكير على من سب عائشة، باعتبارها أم المؤمنين الثانية بعد خديجة وباعتبارها جب رسول الله.