وما زاد على ذلك فينبغي ترك الخوض فيه وأرجاء أمره إلى الله سبحانه، وفي ذلك يقول الحسن البصري وسعيد بن المسيب: " تلك أمور طهر الله منها أيدينا وسيوفنا فلنطهر منها ألسنتنا ".
" هذه خلاصة آراء أهل السنة في عدالة الصحابة وفيما ينبغي أن تقف منهم " (1).
انتهى كلامه.
وإذا أراد الباحث أن يتوسع في معرفة الصحابة ومن المقصودون بهذا المصطلح على رأي " أهل السنة والجماعة " فسيدرك بأنهم يعطون هذا الوسام الشرقي لكل من رأى النبي!
يقول البخاري في صحيحه: من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه.
ويقول أحمد بن حنبل: أفضل الناس بعد صحابة الرسول من البدريين كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما، أو رآه، وله من الصحبة على قدر ما صحبه (2).
وقال ابن حجر في كتاب " الإصابة قي تمييز الصحابة ": من روى عن النبي حديثا أو كلمة، أو رآه وهو مؤمن به فهو من الصحابة، ومن لقي النبي مؤمنا به ومات على الإسلام، طالت مجالسته معه أو قصرت، روى عنه أو لم يرو، غزا أو لم يغز، من رآه ولم يجالسه ومن لم يره لعارض " (3) والأغلبية الساحقة من " أهل السنة والجماعة " يرون هذا الرأي ويعدون من الصحابة كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ولد في حياته، وإن لم يدرك و لم يعقل، وليس أدل على ذلك من عدهم محمد بن أبي بكر من الصحابة وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولمحمد بن أبي بكر من العمر ثلاثة أشهر فقط.
ولذلك نري ابن سعد يقسم الصحابة إلى خمس طبقات في كتابه المشهور بطبقات ابن سعد.