طالب (عليه السلام) وهو أفضلهم " (1) وعلي نفسه كان يقول: أنا الصديق الأكبر ولا يقولها بعدي إلا كذاب. وهو الفاروق الأعظم الذي فرق الله به الحق من الباطل (2)، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن حبه إيمان وبغضه نفاق، وأن الحق يدور معه حيث دار؟
وأما ذو النورين (3)، فهو (عليه السلام)، والد الحسن والحسين (عليهما السلام) سيدي شباب أهل الجنة وهما نوران من صلب النبوة. وأما سيف الله فهو الذي قال فيه جبريل (عليه السلام) يوم أحد: " لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار " وهو بحق سيف الله الذي سله على المشركين فقتل أبطالهم وجندل شجعانهم وهشم أنوفهم حتى أذعنوا للحق وهم كارهون، وهو سيف الله لأنه لم يهرب من معركة أبدا، ولم يخش من مبارزة قط. وهو الذي فتح خيبر وقد عجز عنها أكابر الصحابة ورجعوا منهزمين.
لقد قامت السياسة من أول خلاقة على عزله وتجريده من كل فضل وفضيلة، ولما معاوية للحكم ذهب أشواطا بعيدة فعمل على لعن علي وانتقاصه، وعلى رفع شأن مناوئيه ونسب إليهم كل فضائله وألقابه زورا منه وبهتانا، ومن يقدر في ذلك العهد على تكذيبه أو معارضته؟ وقد وافقوه على سبه ولعنه والبراءة منه، وقد قلب أتباعه من " أهل السنة والجماعة " كل الحقائق ظهرا على عقب، فأصبح عندهم المنكر معروفا و المعروف منكرا، وأصبح علي وشيعته هم الزنادقة والخوارج والروافض فاستباحوا بذلك لعنهم وقتلهم، وأصبح أعداء الله ورسوله وأهل بيته هم " أهل السنة " فاقرأ واعجب، وإن كنت في شك من هذا فابحث ونقب.
مثل الفريقين كالا عمي والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون (هود: 24).
صدق الله العلي العظيم