الشيعة هم أهل السنة - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ٢٥٥
طالب (عليه السلام) وهو أفضلهم " (1) وعلي نفسه كان يقول: أنا الصديق الأكبر ولا يقولها بعدي إلا كذاب. وهو الفاروق الأعظم الذي فرق الله به الحق من الباطل (2)، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن حبه إيمان وبغضه نفاق، وأن الحق يدور معه حيث دار؟
وأما ذو النورين (3)، فهو (عليه السلام)، والد الحسن والحسين (عليهما السلام) سيدي شباب أهل الجنة وهما نوران من صلب النبوة. وأما سيف الله فهو الذي قال فيه جبريل (عليه السلام) يوم أحد: " لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار " وهو بحق سيف الله الذي سله على المشركين فقتل أبطالهم وجندل شجعانهم وهشم أنوفهم حتى أذعنوا للحق وهم كارهون، وهو سيف الله لأنه لم يهرب من معركة أبدا، ولم يخش من مبارزة قط. وهو الذي فتح خيبر وقد عجز عنها أكابر الصحابة ورجعوا منهزمين.
لقد قامت السياسة من أول خلاقة على عزله وتجريده من كل فضل وفضيلة، ولما معاوية للحكم ذهب أشواطا بعيدة فعمل على لعن علي وانتقاصه، وعلى رفع شأن مناوئيه ونسب إليهم كل فضائله وألقابه زورا منه وبهتانا، ومن يقدر في ذلك العهد على تكذيبه أو معارضته؟ وقد وافقوه على سبه ولعنه والبراءة منه، وقد قلب أتباعه من " أهل السنة والجماعة " كل الحقائق ظهرا على عقب، فأصبح عندهم المنكر معروفا و المعروف منكرا، وأصبح علي وشيعته هم الزنادقة والخوارج والروافض فاستباحوا بذلك لعنهم وقتلهم، وأصبح أعداء الله ورسوله وأهل بيته هم " أهل السنة " فاقرأ واعجب، وإن كنت في شك من هذا فابحث ونقب.
مثل الفريقين كالا عمي والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون (هود: 24).
صدق الله العلي العظيم

(١) شواهد التنزيل للحسكاني ج ٢ ص ٢٢٣، غاية المرام ص ٤١٧، الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٢.
(٢) تاريخ الطبري في إسلام علي، سنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٤، خصائص النسائي، مستدرك الحاكم ج 3 ص 112.
(3) يسمي " أهل السنة والجماعة " عثمان بذي النورين ويعللون ذلك بأنه تزوج رقية وأم كلثوم بنتي النبي والصحيح أنهما ربيبتاه، وعلى فرض أنهما بنتاه، فكيف تكونان نورين ولم يحدث النبي لهما بفضيلة واحدة ولماذا لا تكون فاطمة التي قال في حقها: سيدة نساء العالمين هي النور، ولماذا لم يسموا عليا " بذي النور " على هذا الأساس؟
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 9
2 التعريف بالشيعة 17
3 التعريف بأهل السنة 23
4 أول حادث فرق المسلمين إلى شيعة وسنة 27
5 الحادث الثاني في مخالفتهم للسنة النبوية 29
6 الحادث الثالث الذي أبرز الشيعة في مقابل أهل السنة 31
7 السنة النبوية في الحقائق والأوهام 37
8 " أهل السنة " لا يعرفون السنة النبوية 45
9 " أهل السنة " ومحق السنة 52
10 الشيعة في نظر " أهل السنة " 63
11 " أهل السنة والجماعة " في نظر الشيعة 67
12 التعريف بأئمة الشيعة 71
13 التعريف بأئمة " أهل السنة والجماعة " 75
14 النبي (ص) هو الذي عين أئمة الشيعة 82
15 حكام الجور هم الذين نصبوا أئمة " أهل السنة " 88
16 السر في انتشار المذاهب السنية 92
17 لقاء مالك بن أنس مع أبي جعفر المنصور 98
18 تعليق لا بد منه لفائدة البحث والتحقيق 101
19 إختبار الحاكم العباسي لعلماء عصره 106
20 حديث الثقلين عند الشيعة 113
21 حديث الثقلين عند " أهل السنة " 115
22 كتاب الله وعترتي أو كتاب الله وسنتي 117
23 مصادر التشريع عند الشيعة 126
24 مصادر التشريع عند " أهل السنة والجماعة " 129
25 تعليق لا بد منه لإكمال البحث 138
26 التقليد والمرجعية عند الشيعة 143
27 التقليد والمرجعية عند " أهل السنة والجماعة " 146
28 الخلفاء الراشدون عند الشيعة 149
29 الخلفاء الراشدون عند " أهل السنة والجماعة " 152
30 النبي (ص) لا يقبل تشريع " أهل السنة والجماعة " 155
31 تنبيه لا بد منه 158
32 عداوة " أهل السنة " لأهل البيت تكشف عن هويتهم 159
33 تحريف " أهل السنة والجماعة " كيفية الصلاة على محمد وآله 164
34 أكاذيب تكشفها حقائق 168
35 أئمة " أهل السنة والجماعة " وأقطابهم 170
36 أبو بكر بن أبي قحافة الخليفة الأول " الصديق " 171
37 عمر بن الخطاب " الفاروق " 174
38 عثمان بن عفان " ذو النورين " 178
39 طلحة بن عبيد الله 183
40 الزبير بن العوام 188
41 سعد بن أبي وقاص 195
42 عبد الرحمان بن عوف 202
43 عائشة بنت أبي بكر " أم المؤمنين " 206
44 خالد بن الوليد 212
45 أبو هريرة السدوسي 220
46 عبد الله بن عمر بن الخطاب 228
47 عبد الله بن الزبير 236
48 السنة النبوية لا تخالف القرآن عند الشيعة 244
49 السنة والقرآن عند " أهل السنة " 247
50 الأحاديث النبوية عند " أهل السنة " متناقضة 256
51 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية والرد عليه 262
52 رد معاوية على محمد بن أبي بكر 264
53 الصحابة عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) 271
54 الصحابة عند " أهل السنة والجماعة " 275
55 فصل الخطاب في تقييم الأصحاب 280
56 مخالفة " أهل السنة والجماعة " للسنن النبوية 287
57 نظام الحكم في الإسلام 288
58 القول بعدالة الصحابة يخالف صريح السنة 292
59 النبي (ص) أمر المسلمين بالاقتداء بعترته وأهل السنة يخالفونه 295
60 " أهل السنة والجماعة " والصلاة البتراء 303
61 عصمة النبي (ص) وتأثيرها على " أهل السنة والجماعة " 306
62 مع الدكتور الموسوي و " التصحيح " 309