قرأت قوله تعالى: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهم اللطيف الخيبر (الأنعام: 103)، وقرأت وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب (الشورى: 51). ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت قول الله: وما تدري نفس ماذا تكسب غدا (لقمان: " 34) ومن حدثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت قوله تعالى:
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (المائدة: 67).
كذبك كان ألو هريرة رواية أهل السنة عندهم، كان كثيرا ما يحدث الحديث ثم يقول: فاقرأوا إن شئتم قوله تعالى، فيعرض حديثه على كتاب الله حتى يصدقه المستمعون.
فلماذا لا يسمي " أهل السنة والجماعة " كل هؤلاء من الخوارج والزنادقة، فهم يعرضون الأحاديث التي يسمعونها على كتاب الله ويكذبون ما خالف منها القرآن؟! إنهم لا يجرؤون على ذلك، أما إذا تعلق الأمر بأئمة أهل البيت فإنهم لا يتورعون بأن يشتموهم بكل نقيصة ولا ذنب لهم سوى عرض الحديث على كتاب الله وإبطالها بأحاديث مكذوبة لأنهم يدركون تماما أنه لو عرضت أحاديثهم على كتاب الله فسوف لن يوافق كتاب الله على تسعة أعشار منها.
والعشر العاشر الذي يؤيده كتاب الله لأنه من أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يؤولون بعضه على غير ما أراده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كتأويلهم حديث:
(الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش "، وحديث: " تمسكوا بسنة الخلفاء الراشدين بعدي "، وكقوله: " اختلاف أمتي رحمة "، وغيرها من الأحاديث الشريفة والتي يقصد بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أئمة العترة الطاهرة، ولكنهم صرفوها إلى خلفائهم الغاصبين وإلى بعض الصحابة المنقلبين.
وحتى الألقاب التي يضفونها على الصحابة كتسمية أبي بكر ب " " الصديق " وعمر ب " " الفاروق " وعثمان ب " " ذي النورين " وخالد ب " " سيف الله "، والحال أن كل هذه الألقاب هي لعلي على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:
" الصديقون ثلاثة، حبيب النجار مؤمن أل يس، وحز قيل مؤمن أل فرعون، وعلي بن أبي