ولكن " أهل السنة والجماعة " والذين هم في الحقيقة حكام بني أمية ومن جرى وراءهم كما عرفنا بذلك في أبحاث سابقة، عمدوا لوضع الأحاديث على لسان النبي ليصححوا بذلك آراء واجتهادات أئمة الضلالة ويكسبوها شرعية دينية أولا، وليعللوا اجتهادات هؤلاء في مقابل النصوص بأن النبي نفسه قد اجتهد مقابل النصوص القرآنية ونسخ منها ما شاء، فيصبح بذلك أهل البدع يستمدون شرعية مخالفتهم للنصوص اقتداء بالرسول كذبا وبهتانا.
وقد قدمنا في بحث سابق بالأدلة والحجج القوية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما قال يوما برأي ولا بقياس وإنما كان ينتظر نزول الوحي لقوله تعالى: (لتحكم بين الناس بما أراك الله) (1) أليس هو القائل مبلغا عن ربه: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (يونس: 15). أو لم يهدده ربه بأشد التهديد لو حاول أن يتقول على الله كلمة واحدة، فقال جل وعلا: ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين (الحاقة: 44 - 47 فهذا هو القرآن، وهذا هو النبي الذي كان خلقه القرآن، ولكن " أهل السنة والجماعة " (2)، ولشدة عداوتهم لعلي بن أبي طالب وأهل البيت (عليهم السلام)، كانوا يخالفونهم في كل شئ حتى أصبح شعارهم هو مخالفة علي وشيعته في كل شئ، حتى لو كانت سنة نبوية ثابتة عندهم (3).
ولما كان المشهور عن الإمام علي (عليه السلام) الجهر بالبسملة حتى في الصلاة السرية من أجل إحياء النبوية، فقد عمل بعضهم على القول