بكراهتها في الصلاة، وكذلك بالنسبة للقبض والسدل ودعاء القنوت وغير ذلك من الأمور التي تخص الصلاة اليومية.
ولذلك كان أنس بن مالك يبكي ويقول: والله ما أجد شيئا مما أدركت عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا: وهذه الصلاة؟ قال: لقد غيرتم فيها ما غيرتم، (1) والغريب يشنعون على الشيعة إذا خالفوهم في أية مسألة فتصبح تلك الرحمة نقمة، ولا يقلبون إلا آراء أئمتهم مع أن أئمتهم لا يساوون أئمة العترة الطاهرة في علم ولا في عمل ولا في فضل ولا في شرف.
وكما ذكرنا في " غسل الرجلين " ورغم أن كتبهم تشهد بأن المسح هو الذي نزل به القرآن وهو أيضا سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (2)، ولكنهم لا يقبلون من الشيعة شيئا من ذلك ويتهمونهم بتأويل القرآن والخروج عن الدين.
والمثل الثاني الذي لا بد من ذكره أيضا هو نكاح المتعة الذي نزل به القرآن و أقرته السنة النبوية، ولكنهم لتبرير اجتهاد عمر بن الخطاب الذي حرمه اختلقوا حديثا مكذوبا نسبوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخذوا يشنعون على الشيعة لإباحتهم هذا النكاح استنادا لما رواه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أضف إلى ذلك أن صحاحهم تشهد بأن الصحابة فعلوه في عهد رسول الله وعهد أبي بكر وشطر من عهد عمر قبل أن يحرمه. ويشهدون أيضا بأن الصحابة اختلفوا فيه بين محلل ومحرم.
والأمثلة في هذه المواضيع - التي ينسخون فيها النص القرآني بحديث مكذوب - كثيرة جدا، وقد ضربنا منها والقصد هو رفع الستار عن مذهب " أهل السنة والجماعة) و اطلاع القارئ بأنهم يقدمون الحديث على القرآن، ويقولون صراحة بأن السنة قاضية على القرآن.