الشيعة هم أهل السنة - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ٢٠٣
وعبد الرحمان بن عوف هو صهر عثمان بن عفان لأنه تزوج أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وهي أخت عثمان لأمه.
وقد عرفنا من خلال كتب التاريخ أنه لعب دورا كبيرا لإبعاد علي عن الخلافة بشرطه الذي اشترطه عليه في تحكيم سنة الخليفتين أبي بكر وعمر، لعلمه مسبقا بأن عليا لا يقبل بذلك الشرط أبدا لأن سنتهما مخالفة للكتاب والسنة النبوية.
وهذا وحده يكفينا دليلا على تعصب عبد الرحمان للبدع الجاهلية وبعده عن السنة المحمدية ومشاركته الفعالة في المؤامرة الكبرى للقضاء على العترة الطاهرة وإبقاء الخلافة في حوزة قريش تتحكم فيها كيف شاءت.
أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس، قال المسور: طرقني عبد الرحمان بعد هجيع من الليل فضرب الباب حتى استيقظت، فقال:
أراك نائما فوالله ما اكتحلت هذه الليلة بكبير نوم، انطلق فادع الزبير وسعدا فدعوتهما له فشاورهما ثم دعاني فقال: أدع لي عليا فدعوته فناجاه حتى ابهار الليل ثم قام علي من عنده وهو على مطمع، وقد كان عبد الرحمان يخشى من علي شيئا. ثم قال : أدع لي عثمان فدعوته فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح.
فلما صلى للناس من الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل إلى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمان ثم قال: أما بعد يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعل على نفسك سبلا، ثم قال مخاطبا لعثمان:
أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمان وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون (1).
والباحث يفهم من هذه الرواية التي أخرجها البخاري بأن المؤامرة قد دبرت بليل، ويفهم أيضا الدهاء الذي يتمتع به عبد الرحمان بن عوف وأن اختيار عمر له لم يكن عفويا.

(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 9
2 التعريف بالشيعة 17
3 التعريف بأهل السنة 23
4 أول حادث فرق المسلمين إلى شيعة وسنة 27
5 الحادث الثاني في مخالفتهم للسنة النبوية 29
6 الحادث الثالث الذي أبرز الشيعة في مقابل أهل السنة 31
7 السنة النبوية في الحقائق والأوهام 37
8 " أهل السنة " لا يعرفون السنة النبوية 45
9 " أهل السنة " ومحق السنة 52
10 الشيعة في نظر " أهل السنة " 63
11 " أهل السنة والجماعة " في نظر الشيعة 67
12 التعريف بأئمة الشيعة 71
13 التعريف بأئمة " أهل السنة والجماعة " 75
14 النبي (ص) هو الذي عين أئمة الشيعة 82
15 حكام الجور هم الذين نصبوا أئمة " أهل السنة " 88
16 السر في انتشار المذاهب السنية 92
17 لقاء مالك بن أنس مع أبي جعفر المنصور 98
18 تعليق لا بد منه لفائدة البحث والتحقيق 101
19 إختبار الحاكم العباسي لعلماء عصره 106
20 حديث الثقلين عند الشيعة 113
21 حديث الثقلين عند " أهل السنة " 115
22 كتاب الله وعترتي أو كتاب الله وسنتي 117
23 مصادر التشريع عند الشيعة 126
24 مصادر التشريع عند " أهل السنة والجماعة " 129
25 تعليق لا بد منه لإكمال البحث 138
26 التقليد والمرجعية عند الشيعة 143
27 التقليد والمرجعية عند " أهل السنة والجماعة " 146
28 الخلفاء الراشدون عند الشيعة 149
29 الخلفاء الراشدون عند " أهل السنة والجماعة " 152
30 النبي (ص) لا يقبل تشريع " أهل السنة والجماعة " 155
31 تنبيه لا بد منه 158
32 عداوة " أهل السنة " لأهل البيت تكشف عن هويتهم 159
33 تحريف " أهل السنة والجماعة " كيفية الصلاة على محمد وآله 164
34 أكاذيب تكشفها حقائق 168
35 أئمة " أهل السنة والجماعة " وأقطابهم 170
36 أبو بكر بن أبي قحافة الخليفة الأول " الصديق " 171
37 عمر بن الخطاب " الفاروق " 174
38 عثمان بن عفان " ذو النورين " 178
39 طلحة بن عبيد الله 183
40 الزبير بن العوام 188
41 سعد بن أبي وقاص 195
42 عبد الرحمان بن عوف 202
43 عائشة بنت أبي بكر " أم المؤمنين " 206
44 خالد بن الوليد 212
45 أبو هريرة السدوسي 220
46 عبد الله بن عمر بن الخطاب 228
47 عبد الله بن الزبير 236
48 السنة النبوية لا تخالف القرآن عند الشيعة 244
49 السنة والقرآن عند " أهل السنة " 247
50 الأحاديث النبوية عند " أهل السنة " متناقضة 256
51 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية والرد عليه 262
52 رد معاوية على محمد بن أبي بكر 264
53 الصحابة عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) 271
54 الصحابة عند " أهل السنة والجماعة " 275
55 فصل الخطاب في تقييم الأصحاب 280
56 مخالفة " أهل السنة والجماعة " للسنن النبوية 287
57 نظام الحكم في الإسلام 288
58 القول بعدالة الصحابة يخالف صريح السنة 292
59 النبي (ص) أمر المسلمين بالاقتداء بعترته وأهل السنة يخالفونه 295
60 " أهل السنة والجماعة " والصلاة البتراء 303
61 عصمة النبي (ص) وتأثيرها على " أهل السنة والجماعة " 306
62 مع الدكتور الموسوي و " التصحيح " 309