فقد قال له الإمام علي عند مقابلته له في ساحة المعركة: أتطلب مني دم عثمان وأنت قتلته؟ (1) وفي لفظ المسعودي قال له: ويحك يا زبير ما الذي أخرجك؟ قال: الطلب بدم عثمان، قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان.
كما أخرج الحاكم في المستدرك، قال: جاء طلحة والزبير إلى البصرة فقال لهم الناس: ما جاء بكم؟ قال: نطلب بدم عثمان، فقال الحسين: أيا سبحان الله، أفما كان للقوم عقول فيقولون والله ما قتل عثمان غيركم.
لقد فعل الزبير مثل صاحبه طلحة، غدر بعثمان وحرض على قتله، ثم بايع الإمام عليا طائعا ونكث البيعة والعهد وجاء إلى البصرة يطلب هو الآخر بدم عثمان!
ولما دخل البصرة شارك بنفسه في تلك الجرائم فقتلوا أكثر من سبعين رجلا من حراسه ونهبوا بيت المال يقول المؤرخون بأنهم كتبوا كتاب هدنة مع عثمان بن حنيف ( والي البصرة) وتعاهدوا على احترامه حتى يقدم علي.
ثم خانوا العهد والميثاق وهجموا على عثمان بن حنيف وهو يصلي بالناس صلاة العشاء، فكتفوهم وقتلوهم وأرادوا قتل عثمان بن حنيف والي علي فخافوا أن يسمع أخوه سهل بن حنيف والي المدينة فينتقم من أهلهم، فضربوه ضربا شديدا ونتفوا لحيته وشاربيه، ثم هجموا على بيت المال فقتلوا من حراسه أربعين رجلا وحبسوا عثمان وأسرفوا في تعذيبه.
يقول طه حسين في شأن هذه الخيانة ويقصد طلحة والزبير:
(لم يكتف هؤلاء القوم بنكث البيعة التي أعطوها عليا وإنما أضافوا إليها نكث الهدنة التي اصطلحوا عليها مع عثمان بن حنيف، وقتلوا من قتلوا من أهل البصرة الذين أنكروا نقض الهدنة وحبس الأمير، وغصب ما في بيت المال وقتل من قتلوا من حراسه) (2).