سعد ميتة جاهلية ناكبا عن بيعة أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين؟!
يذكر المؤرخون بأن سعدا جاء إلى الإمام علي معتذرا فقال: والله يا أمير المؤمنين لا ريب لي في أنك أحق الناس بالخلافة وأنت أمين على الدين والدنيا، غير أنه سينازعك على هذا الأمر أناس، فلو رغبت في بيعتي لك أعطني سيفا له لسان يقول لي خذ هذا ودع هذا!
فقال له علي: أترى أحدا خالف القرآن أو العمل؟ لقد بايعني المهاجرون والأنصار على أن أعمل فيهم بكتاب الله وسنة نبيه، فإن رغبت بايعت وإلا جلست في دارك فإني لست مكرهك عليه (1).
أليس موقف سعد بن أبي وقاص غريبا؟! فهو يشهد بأن عليا لا ريب فيه، وأنه أحق الناس بالخلافة، وأنه أمين الدين والدنيا ثم بعد هذا يطالبه بسيف ناطق كشرط على بيعته حتى يعرف به الحق من الباطل؟!
أليس هذا تناقضا يرفضه العقلاء؟ وهل هذا إلا المحال الذي يطلبه مكابر عرف الحق من صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من حديث روى هو بنفسه منها أكثر من خمسة؟!
ألم يكن سعد حاضرا بيعة أبي بكر وعمر وعثمان والتي حكموا في كل منها بقتل منن يتخلف عنها خوفا من الفتنة؟
وقد بايع سعد لعثمان وانحاز إليه بدون شرط وسمع عبد الرحمان بن عوف يهدد عليا مسلطا السيف فوق رأسه قائلا: فلا تجعل على نفسك سبيلا فإنه السيف لا غير (2).
وكان حاضرا لما امتنع علي عن بيعة أبي بكر فهدده عمر بن الخطاب وقال له:
بايع وإلا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك (3).