بغلبة أهله وبطلبه بذنبه وطلحة لو يجد أن يشق بطنه من حب الإمارة لشقه (1).
ولكن الغريب في سعد بن أبي وقاص أنه تخلف عن بيعة أمير المؤمنين علي ولم يعينه وهو يعرف حق الإمام وفضله. فقد روى بنفسه عدة فضائل في علي منها ما أخرجه الإمام النسائي والإمام مسلم في صحيحيهما:
قال سعد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في علي خصالا ثلاثا لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعته يقول: إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وسمعته يقول: أيها الناس من وليكم؟ قالوا: الله ورسوله ثلاثا أخد بيد علي فأقامه ثم قال: من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (2).
وفي صحيح مسلم قال سعد بن أبي وقاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ة يحبه الله ورسوله قال : فتطاولنا لها فقال: ادعوا عليا.. ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم (آل عمران: 61) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي (3).
فكيف يعرف سعد بن أبي وقاص كل هذه الحقائق ثم يمتنع عن بيعته؟! كيف يسمع سعد قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: من كان الله ورسوله وليه فعلي وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، والذي رواه هو بنفسه ثم لا يواليه ة لا ينصره؟!
كيف يغيب على سعد بن أبي وقاص حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (من مات وليست في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) الذي رواه عبد الله بن عمر، فيموت