حياته، وأبطل علي بذلك بدعة عمر بن الخطاب الذي فضل العربي على الأعجمي فأعطى للعربي ضعف الأعجمي.
ويكفي علي بن أبي طالب أن يعود بالناس إلى السنة النبوية حتى يثور عليه الصحابة الذين أعجبوا بها ابتدعه عمر.
وهذا أمر أغفلناه في تعليل محبة قريش وتقديسها لعمر وقد فضلها على باقي المسلمين وبعث فيهم نعرة القومية العربية والقبيلة القريشية والطبقة البرجوازية.
فكيف يأتي علي بعد ربع قرن من وفاة النبي ليعود بقريش إلى ما كانت عليه زمن النبي الذي سوى في العطاء فكان بلال الحبشي يقبض كالعباس عم النبي، وقد كانت قريش منكرة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلك المساواة، وقد نجد قلال تصفح السيرة بأنهم كانوا يعارضونه في أغلب الأوقات من أجل ذلك.
ومن أجل ذلك أيضا ثارت ثورة طلحة والزبير على أمير المؤمنين علي لأنه ساوى بينهم في العطاء ولم يعطهم ما طلبوا من الإمارة، ثم هو يريد محاسبتهم على الأموال التي جمعوها ليعود بالأموال المسروقة إلى الشعب المستضعف.
والمهم أن نعرف بأن الزبير عندما يئس أن يوليه علي على البصرة وأن يفضله على غيره وخاف أن يحاسبه الخليفة الجديد على ثروته الخيالية، جاء مع صاحبه طلحة يستأذنان عليا في الخروج إلى العمرة، وعرف علي نواياهما المبيتة فقال:
(والله ما أراد العمرة ولكنهما أرادا الغدرة).
والتحق الزبير هو الآخر بعائشة بنت أبي بكر فهي أخت زوجته، وأخرجها هو وطلحة صوب البصرة ولما نبحتها كلاب الحوأب وأرادت الرجوع جاءوها بخمسين رجلا جعلوا لهم جعلا وشهدوا ذودا لكي تواصل أم المؤمنين عصيانها لربها ولزوجها وتسير معهم إلى البصرة، لأنهم عرفوا بدهائهم بأن تأثيرها في الناس أكبر من تأثيرهم، فقد أوعزوا طيلة ربع قرن وأوهموا الناس بأنها حبيبة رسول الله وابنة الصديق الحميراء التي عندما نصف الدين والعجيب في أمر الزبير أنه هو الآخر خرج للطلب بدم عثمان كما يدعي ، وقد اتهمه صلحاء الصحابة بأنه هو الذي عمل قتله.