وهو أيضا من المبشرين بالجنة على ما يقول أهل السنة والجماعة.
ولا غرابة أن نجده دائما صحبة شبيهه طلحة فلا يذكر طلحة إلا ومعه الزبير ولا الزبير إلا ومعه طلحة.
وهو أيضا من الذين تنافسوا في الدنيا وملأوا منها البطون، فقد بلغت تركته حسبما يذكره الطبري، خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وضاعا كثيرة في البصرة وفي الكوفة وفي مصر وغيرها، يقول طه حسين في ذلك:
والناس يختلفون في مقدار ما قسم على الورثة من تركة الزبير، فالمقلون يقولون: إن الورثة اقتسموا فيما بينهما خمسة وثلاثين مليونا، والمكثرون يقولون:
إنهم اقتسموا اثنين وخمسين مليونا، والمعتدلون يقولون: إنهم اقتسموا أربعين مليونا.
ولا غرابة في ذلك فقد كانت للزبير خطط في الفسطاط وخطط في الإسكندرية وخطط في البصرة وخطط في الكوفة وإحدى عشرة دارا في المدينة وكانت له بعد ذلك غلات وعروض أخرى (1).
أما البخاري فيروي أنه خلف في تركته خمسين ألف ألف ومائتي ألف (2).
ونحن لا نقصد من هذا العرض محاسبة الصحابة عما اكتسبوه من عروض وما جمعوه من أموال قد تكون كلها من حلال، ولكن عندما نرى حرص الرجلين طلحة والزبير على الدنيا ونعلم بأنهما نكثا بيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأنه عزم على إرجاع الأموال التي اقتطعها عثمان إلى بيت مال المسلمين عند ذلك نشك في أمر الرجلين.
أضف إلى ذلك أن الإمام عليا عندما تولى الخلافة بادر بإرجاع الناس إلى السنة النبوية وأول شئ فعله هو توزيع بيت المال فأعطى لكل واحد من المسلمين ثلاثة دنانير سواء كان عربيا أم أعجميا وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم طيلة