فإذا كان أبو بكر لا يطيق سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يدعي أتباعه وأنصاره أنهم أهل السنة.
ولعله لا يطيقها لأنها تذكرة بانحرافه وبعده عن صاحب الرسالة، وإلا كيف نفسر قول الله تعالى: ما جعل عليكم في الدين من حرج (الحج: 78) وقوله: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر (البقرة: 185) وقوله لا يكلف الله نفسا إلا وسعها (البقرة: 286) وأخيرا قوله سبحانه وتعالى: ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (الحشر: 7).
فقول أبي بكر بأنه لا يطيق سنة النبي هو رد على هذه الآيات وإذا كان أبو بكر الخليفة الأول بعد النبي لا يطيق سنته في ذلك العهد، فكيف يطلب من مسلمي العصر الحاضر أن يقيموا حكم الله بكتابه وسنة نبيه؟!
على أننا وجدنا أبا بكر يخالف السنة النبوية حتى في الأمور الميسورة التي يقدر عليها فقراء الناس وجهالهم.
وقد ترك أبو بكر الأضحية التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعلها ويؤكد عليها، وقد عرف كل المسلمين بأن الأضحية هي سنة مستحبة ومؤكدة، فكيف يتركها خليفة المسلمين؟!
قال الشافعي في كتاب الأم وغيره من المحدثين (1):
إن أبا بكر وعمر (رضي الله عنهما) كانا لا يضحيان، كراهية أن يقتدى بهما فيظن من رآهما أنها واجبة.
إنه تعليل باطل لا يقوم على دليل وكل الصحابة عرفوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الأضحية سنة وليست واجبة.
وعلى فرض أن الناس ظنوا أنها واجبة فماذا يترتب عن ذلك، وقد رأينا عمر يبتدع صلاة التراويح وهي ليست سنة ولا واجبة بل إن النبي نهى عنها، ومع ذلك فأغلب (( أهل السنة والجماعة اليوم يظنون أنها واجبة.