الكثيرة، ولكن مصير هذه الأناجيل كلها قرره مجمع نيقية سالف الذكر، أي قرره أولئك الذين اتخذوا قرارا بألوهية المسيح، ومن ثم ألغى هذا المجمع كل الأناجيل التي لا تتفق وقراره السابق، والتي لا تلائم الاتجاه الذي ابتدعه بولس الرسول، فوافق هذا المجمع على الأسفار السبعة والعشرين سالفة الذكر وكون منها ما أطلق عليه (العهد الجديد) ورد المجمع كل ما سوى ذلك وعده هراء بالغا وكفرا وزيغا يجب إفناؤه ويعاقب من قال به أو حمله.
ومن الواضح أن هناك أناجيل ورسائل فنيت في عهد الاضطهادات الأولى التي عانتها المسيحية، ولكن بقي جزء كبير من الأناجيل والرسائل أخفاه ذووه ثم أظهروه عندما غلبت المسيحية أعداءها، فقدموه لمجمع نيقية، ولكن المجمع انحرف وأصبحت الغلبة للأقلية التي تقول بألوهية المسيح كما سبق، وأصبح هؤلاء يتكلمون باسم المسيحيين جميعا، وعلى هذا قرر ذلك المجمع مصير الأناجيل، ويحدثنا الكاتب المسيحي الذي أسلم عبد الأحد داود عن هذا التصرف ويبرز سيادته حقيقة هامة جدا هي أن الأناجيل المعتبرة الآن لم تكن معترفا بها قبل القرن الرابع، وهاك كلمات هذا الكاتب:
إن هذه السبعة والعشرين سفرا أو الرسالة الموضوعة من قبل ثمانية كتاب لم تدخل في عداد الكتب المقدسة باعتبار مجموعة هيئتها بصورة رسمية إلا في القرن الرابع بإقرار مجمع نيقية العام وحكمه (سنة 325 م) لذلك لم تكن إحدى هذه الرسائل مقبولة ومصدقة لدى الكنيسة وجميع العالم العيسوي قبل التاريخ المذكور، ثم جاء من الجماعات العيسوية في الأقسام المختلفة من كرة الأرض ما يزيد على ألفي مبعوث روحاني ومعهم عشرات الأناجيل ومئات الرسائل إلى نيقية لأجل التدقيق، وهناك تم انتخاب الأناجيل الأربعة من أكثر من أربعين أو خمسين إنجيلا وتم انتخاب الرسائل الإحدى والعشرين من رسائل لا تعد ولا تحصى وصودق