عمل الشيطان، وأن تكون رقيبة تعلن للقوم أين يقف الله ومن أين يطل إبليس العدو.
(أما كيف يمكن أن يكون في خطط التنمية مكان للشيطان، فإن المجلس يعثر على إبليس في عملية التصنيع بالذات التي تقوم بها حاليا الدول النامية، فهو يرى أن الانتاج الذي يحققه التصنيع يملأ النفس غرورا فيعتبر العامل نفسه أنه الخالق الذي يستغني عن كل إله آخر. أما الله فإن مكانه في نظر المجلس هو في الحقل وفي القرية، بحيث أن الانتقال من العمل الزراعي إلى الصناعة - وهو الأمل الذي تحاول الدول النامية الوصول إليه لحل مشكلاتها الاقتصادية - هذا الانتقال يترتب عليه أفدح الأضرار بالإيمان الديني وبالعائلة.
(بل يصل استخفاف المجلس بوطنية المواطنين في البلاد النامية، وبفهمهم للدين، إلى الحد الذي يقرر فيه في مؤتمر نيودلهي الذي عقد سنة 1961 أن الكنيسة يجب أن تكون متأهبة للصراع مع الدولة في أي وطن وتحت أي نظام سياسي.
(والواقع أن المجلس يحاول في النصف الثاني من القرن العشرين أن يقنع المواطنين في الدول النامية بالمحافظة على مستواهم الاقتصادي الذي حددته لهم الدول التي كانت تستعمر بلادهم وتستغل مواردهم، فبعد أن يعدد المجلس سوءات التصنيع وخطط التنمية، مثيرا كل ما يخطر على البال من صعوبات ومعوقات في طريق تنفيذها، يعود للقول بأنه حتى بفرض إمكانية تحقيق ما تصبو إليه هذه الدول فإن التقدم الاقتصادي وارتفاع مستوى المعيشة ستأتي معهما بالضرورة كثرة من الخطايا والشرور فنحن مدنسون بالشر حتى إننا نجد صعوبة في التعرف على ما يريد الله أن نعمله بمستوى المعيشة العالي حين نصل إليه.
(بل إننا نقرأ في كتابات أقطاب هذا المجلس أنهم يحاولون وضع التقاليد والتراث الشعبيين في مواجهة التقدم الاقتصادي والسياسي، ويقولون إن .