البوذية كذلك أنها دين إنقاذ وطهر، يمنح بالنرفانا اللذة والسعادة في الحياة وبعد الموت، وبحث على الرحمة، ويغري بالخير، ويقضي على الشهوات الظالمة، ويبعد عن الشرور (1).
مراحل انتشار البوذية:
ولنسر خطوة خطوة مع التاريخ نسجل انتشار البوذية الذي سبق أن أشرنا إليه معتمدين على مرجع هام خصص لهذه الدراسة (2).
إن التاريخ الاجمالي للبوذية يقرر أن هذه الديانة واصلت سيرها طوال خمسة وعشرين قرنا، وفي خلال هذه الفترة الطويلة تطورت البوذية سواء من ناحية العقيدة، أو التطبيق، أو الأدب، أو المؤسسات المرتبطة بها كالمعابد والمعاهد، وقد اقتحمت البوذية حوالي ثلاثين قطرا في آسيا، وكان تأثيرها عظيما في آداب هذه الأقطار وفي اتجاهاتهم الدينية، ومنذ القرن التاسع عشر اتصل الفكر البوذي ببعض دول أوربا فأصبح للفكر البوذي أثره في الفلسفة الغربية والأدب الأوربي والموسيقى وغيرها من الفنون الثقافية.
ذلك مجمل القول نحو تمدد البوذية وانتشارها، ولكن إعطاء تفاصيل عن هذا الانتشار يكاد يكون أمرا متعذرا لقلة المادة الدقيقة عنه، ومن الممكن على كل حال لو قسمنا عمر البوذية إلى خمسة مراحل، كل مرحلة خمسة قرون، أن نعطي أبرز التطورات عن البوذية في كل من هذه المراحل: