الكنج، وفي المهجر الجديد تخلى الآريون عن كثير من خصالهم وتقاليدهم وتبنوا كثيرا من أخلاق الهنود. وطرق حياتهم، فتوقفوا عن الذبح وأكل اللحوم إلا فيما يتعلق بالقرابين، وفقدت المرأة حياة الحرية والطلاقة التي كانت تحياها في المجتمع الآري، وتوارى كثير من الآلهة التي كانت موضع تقديس في كشمير حيث المهجر الأول للآريين (1) بالهند، واستمر هذا الذوبان ينتشر حتى تم اندماج الآريين في الهند.
ومن العوامل الواضحة الأثر على سكان الهند جميعا شدة الحرارة، ففيما عدا جبال الهملايا التي تكسوها الثلوج نجد درجة الحرارة بالهند شديدة طول العام تقريبا، ويرى Weech أن شدة الحرارة كان لها أثر في السكان، فقد تسبب عنها عزوفهم عن العمل، وسرعة التعب إذا عملوا، كما تسبب عنها نقص في القدرة على الابتكار، وفي الكفاية والنشاط على العموم (2).
أما الناحية الروحية فتمتاز الهند بنصيب كبير فيها، ولكن ليس معنى هذا أن عامة الهنود على شئ من الصفاء الروحي، فإنه ليس في بلاد العالم كلها بلد تنمو فيه الخرافة وتزدهر، كما تنمو في الهند، ولكن ذلك لا يقلل من نشاط الاتجاه الروحي في الهند، لأن الظروف الملائمة للخرافة والبدع هي نفسها خير الظروف لصفاء النفس، فالاتجاه الروحي إذا سما أخذ وجهته نحو الفكر والعمق، وإذا كان ضحلا أو مضطربا أخذ طريقة نحو الخرافة (3).
اللغات في الهند رأينا فيما سبق اختلاف عناصر السكان واختلاف ألوانهم، ولكن اللغات