فإننا نقول: " من عمله " إذ الجزاء من جنس العمل، ولكننا نعرف هذا في نفس الحياة فالظالم يظلم والمعين يعان، ولكن الكارما تجعل جزاء حياة في حياة أخرى (1).
2 - تناسخ الأرواح:
يطلق بعض الباحثين على هذه العقيدة تعبيرا اصطلاحيا آخر هو:
" تجوال الروح " وقد يطلق عليها " التناسخ " فقط، ويطلق عليها كذلك " تكرار المولد "، والتناسخ رجوع الروح بعد خروجها من جسم إلى العالم الأرضي في جسم آخر.
وسبب التناسخ أو تكرار المولد هو (أولا) أن الروح خرجت من الجسم ولا تزال لها أهواء وشهوات مرتبطة بالعالم المادي لم تتحقق بعد، و (ثانيا) إنها خرجت من الجسم وعليها ديون كثيرة في علاقاتها بالآخرين لا بد من أدائها. فلا مناص إذا من أن تستوفي شهواتها في حيوات أخرى، وأن تتذوق الروح ثمار أعمالها التي قامت بها في حياتها السابقة (2).
فالميل يستلزم الإرادة، والإرادة تستلزم الفعل في هذا الجسد، وإن لم يصلح هذا ففي جسد غيره، فقد خلقت الميول لتستوفي، وإذا لم تستوف لم ينج الإنسان من تكرار المولد، وإذا اكتملت الميول ولم يبق للإنسان شهوة ما، وأزيلت الديون فلم يرتكب الإنسان إثما ولم يقم بحسنة تستوجب الثواب، ونجت روح وتخلصت من تكرار المولد، وامتزجت بالبرهما، وسواء كان الاكتمال في جسد واحد أو أجساد متعددة (3).