ومات آسوكا وقد انتشرت البوذية في الهند وفي البلاد المجاورة لها، ولكن البوذية في الهند عادت بعد قليل تصارع الهندوسية كما فعلت من قبل، ولم تستطع البوذية أن تثبت في هذا الصراع، فالهندوسية كانت أثبت وأكثر صلة باتجاهات السكان وميولهم، فاضمحلت البوذية أمامها، وأخذت تنحدر حتى انحسرت عن الهند تقريبا. أما في البلاد المجاورة فإن البوذية سارت بنجاح وانسابت في اتجاهات متعددة في شرقي آسيا حتى أصبح أتباعها حوالي خمسمائة مليون نسمة ينتشرون في بورما وتايلاند والصين واليابان وإندونيسيا ونيبال والتبت وسيلان.
والبوذية القديمة أي العميقة الصلة ببوذية بوذا، والتي يتجلى فيها الطابع الأخلاقي والتربوي، تسمى المذهب الجنوبي، وهي تنتشر في بورما وتايلاند وسيلان وكتبها المقدسة مكتوبة باللغة البالية وهي لغة هندية قديمة.
أما البوذية الجديدة فهي التي اختلطت بالآراء والنظريات الفلسفية وتسمى المذهب الشمالي، وتنتشر في الصين واليابان والتبت ونيبال وإندونيسيا، وكتبها المقدسة مكتوبة باللغة السنسكريتية، وأتباعها أكثر من أتباع المذهب الجنوبي.
والبوذية في الصين بوجه خاص لها طابع يجعلها بعيدة عن البوذية الحقيقة، فقد صبغها الصينيون بثقافتهم وحياتهم فجعلوا آلهتها ثلاثة وثلاثين على نحو ما كانوا يعملون قبل البوذية، وأقاموا لها المعابد الجذابة، التي تزينها الفنون الجميلة، ومما سبب إقبال الصينيين على البوذية أنها دخلت بلادهم بعد أن أصبح بوفا إلها، وأصبح تمثاله وثنا يعبد، وتقدم له القرابين وتقام له الصلوات، وقد كان لهم مع آلهتهم الأولى مظاهر للتقديس ليست بعيدة عن هذه المظاهر، ومما سبب إقبالهم على