بالقاهرة، وإلى كثير من أصدقائي الهنود، فقد أمدوني بأهم الكتب المقدسة، وبمراجع أخرى قيمة، وأعداد كثيرة من الدوريات وبخاصة " ثقافة الهند " التي تحوي أحدث الأبحاث وأهمها عن الكتب المقدسة وغيرها من الدراسات العميقة حول تراث الهند، وعلى هذه المصادر المتنوعة - بالإضافة إلى بعض المراجع الأوربية - تعتمد دراستنا هنا.
مهابهارتا Mahapharta (*) مهابهارتا ملحمة الهند الكبرى، تشبه الإلياذة والأوديسة عند اليونان، وهي من الكتب الهندية القليلة التي يعرف مؤلفها، إن اسمه " وياس " وهو ابن العارف الكبير " برسرا " وقد أملى " وياس " هذا النشيد المقدس على " كنيتي " الذي دونه. وقد وقعت هذه الملحمة الكبرى حوالي سنة 950 ق م وهي تصف حربا بين أمراء أسرة ملكية واحدة، ولكن جميع ملوك الهند اشتركوا فيها مع هذا الجانب أو ذاك، بل اتخذ الآلهة دورا في المعركة أيضا كما تروي الأقاصيص ذلك. ومن أعظم المعلمين الذين عنوا بتدريس مهابهارتا " سوتا " الذي ألقاها على جماعة من العلماء والنساك المرتاضين، وقد افتتحها بقوله: إنني أوفر حظا وأسعد طالعا بإبلاغي إليكم رواية مهابهارتا التي وضعها " وياس " ليعلمكم الدين الإنساني ويرشدكم إلى الحياة وغاياتها، وقد سمعت رواية مهابهارتا بجوهرها، والقصص الاستطرادية المشتملة عليها، ثم بعد ذلك حدث أن قمت برحلة طويلة زرت فيها الأماكن المقدسة، وزرت ساحة القتال التي دارت فيها رحى الملحمة الكبرى التي تتحدث عنها وتصفها هذه الأنشودة الحماسية.
ويبدأ " سوتا " يروي هذه الملحمة التي يعتبرها الهندوس أنشودة حماسية نادرة لاحتوائها على كثير من الروايات التمثيلية والتعاليم الجليلة،