لمحة تاريخية كانت الجينية فرقة واحدة طيلة حياة مهاويرا، ولم يحدث بها إلا خلافات غير عميقة الجذور سرعان ما كانت تلتئم، وبعد وفاة مهاويرا حدث انقسام خطير شطر الجينية إلى فرقتين تسمى إحداهما ديجامبرا Digambara أي أصحاب الزي السماوي أي الذين اتخذوا السماء كساء لهم (والمقصود بهم العراة)، والثانية تسمى سويتامبرا Svetambara أي أصحاب الزي الأبيض، وعن هاتين الفرقتين حدثت فرق أخرى كثيرة غير مهمة، ويلاحظ أن تعدد الفرق لم يمس الفلسفة الأصيلة للجينية أو العقائد الرئيسية التي سبق أن تحدثنا عنها، وإنما اتصل بأمور ونقاط غير مهمة، وتحدث عن تفاصيل الأساطير وممارسة التقشف، ففرقة دبجامبرا ترى أن مهاويرا حملت به أمه " ترى سالا " من بدء الأمر لا أنه استل جنينا من رحم ديونندا البرهمية ثم ألقى به في رحم " ترى سالا " كما تعتقد فرقة سويتامبرا، وتنفي فرقة ديجامبرا عن مهاويرا ما تراه غير لائق به، فتقول إنه لم يتزوج قط، وإن هجر البيت والدنيا منذ مطلع حياته غير مبال بعواطف والديه، ويعتقدون أن العرفاء الكاملين لا يقتاتون بشئ، ويقولون إن من يملك شيئا من متع الدنيا ولو كان ثوبا واحدا يستر به عورته لا ينجو، ويرون أن النساء لاحظ لهن في النجاة ما دمن في قوالب النساء، أي إلا إذا دخلت أرواحهن في قوالب أخرى في حياة من الحيوات المتكررة، ويعتقدون أن التراث الديني المقدس للجينية قد ضاع كله، وأما ما تتلوه فرقة سويتامبرا فموضوع ومختلق.
أما فرقة سويتامبرا ففرقة معتدلة، ترى أن مهاويرا وإن كان ميالا من وقت أن بدأ شعوره إلى هجر الدنيا وقطع العلائق، إلا أنه لم يفعل ذلك في حياة والديه احتراما لإحساسهما، ويروون عنه قوله في ذلك: