بني إسرائيل كانت الهندوسية دين الهنود وفلسفتهم، وهذا صحيح إذا لوحظت الهندوسية نفسها التي يمكن القول أنها لم تخرج من الهند، ولكن الحقيقة أن الهندوسية أثرت بدرجات متفاوتة في البوذية وفي أفكار بعض المسلمين وفي بعض الأديان والمعتقدات الهندية الأخرى، ومن الهند خرجت هذه الأديان تحمل ملامح من الهندوسية فانتشرت في الأقطار المجاورة للهند، وبخاصة شرقي آسيا وجنوبيها الشرقي، فالإسلام الذي وفد من الهند إلى بعض مناطق إندونيسيا والفيليبين فيه بعض عناصر من الهندوسية، والبوذية التي هجرت الهند إلى كمبوديا وتايلاند وبورما ونيبال ليست بوذية خالصة ولكن بها عناصر كثيرة من الهندوسية، وفي بالي بإندونيسيا دين مزيج من الهندوسية والبوذية والأفكار البدائية التي سبقت الويدا وعاصرت قرونها الأولى. وكذلك انتقلت عناصر من الهندوسية مع المهاجرين الهنود الذين ينتشرون في أماكن متعددة من إفريقية وآسيا (1).
وبمناسبة تأثر الهند بالأفكار الخارجية وتأثيرها فيها، ويقرر Rylands أن الهند اتصلت بطريق التجارة أو الحروب بالعراق وفارس وقلب آسيا وبورما والصين وسومطرة وجاوة واليونان وروما، ولكن التفاعل الفكري كان ضئيلا جدا، فقد كان دستور الهند دائما هو إحاطة الفكر الهندي بسور بحيث لا يتسرب منه ولا له شئ من الخارج، وفيما عدا البوذية لم تصدر الهند شيئا من أفكارها وفلسفاتها (2).
الهندوسية في الميزان إن دراسة الهندوسية تبرزها معقدة غير معقولة، تهتم بالخرافات، وتهبط في مستواها متأثرة بالسحر وبالألفاظ الجوفاء، وهذا مأخذ يؤخذ على