وقد قال لآنندا مرة: لو لم نضم المرأة لدام الدين الخالص طويلا، أما الآن بعد دخول المرأة بيننا فلا أراه يدوم طويلا.
وقد أثر عن بوذا قوله: " للنظام بعد موتي أن يغير من سننه ما يراه مضرا لمقاصده وحياته " ويرى العلامة رادها كرشنن أن بوذا عنى بهذه الجملة لأتباعه طرد النساء إذا رأوا منهن خطرا على الدعوة.
لمحة تاريخية الكلام عن تاريخ البوذية يشمل اتجاهين، أحدهما دراسة البوذية من ناحية تطورها الفكري والفلسفي، والثاني دراسة البوذية من ناحية انتشارها، وما صادفته من انكماش وانبساط وعوامل ذلك، وفيما يلي حديثنا عن كل من هذين الاتجاهين:
(1) تطور البوذية الفكري والفلسفي:
صورنا فيما سبق البوذية في حياة مؤسسها، فشهدناها نظاما أخلاقيا، واتجاها تربويا، ولكنها أخذت تتطور من قرن إلى قرن، فدخلتها مسائل عن الإلهيات والكون كان بوذا قد نهى عنها وحذر منها مريديه، ولكنهم بعده بحثوا فيها وأدرجوها في التعليم نفسه، فأصبحت البوذية مذهبا فكريا ومباحث عقلية، وبعدت البوذية الجديدة بذلك عن البوذية القديمة، لقد كانت البوذية القديمة تزكية وتربية فأصبحت البوذية الحديثة فكرا وفلسفة.
وقد قسمها العلماء حسب الطابع العام، إلى البوذية القديمة والبوذية الجديدة.
فالبوذية القديمة صبغتها أخلاقية، وميزتها سذاجة المنطق وإثارة العاطفة، وطابعها الحض على الخضوع لقوانين النظام، والاهتمام بهدي شارعها، وكأنها