وهو غضبان محمر الوجه فقال إرجعي وراءك فوالله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم إلا وهو خارج من الإيمان فرجعت نادمة ساخطة فقالت: عائشة: نعم أذكر ذلك، فقالت، لها. وأذكرك أيضا كنت أنا وأنت مع رسول الله " ص " وأنت تغسلين رأسه وأنا أحيس له حيسا وكان الحيس يعجبه فرفع " ص " رأسه وقال ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأديب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط فرفعت يدي من الحيس وقلت: أعوذ بالله ورسوله من ذلك ثم ضرب على ظهرك وقال إياك أن تكونيها، ثم قال " ص " يا بنت أبي أمية إياك أن تكونيها يا حميرا أما أني قد أنذرتك قالت عائشة: نعم أذكر هذا قالت " رض " وأذكرك أيضا إني كنت أنا وأنت مع رسول الله " ص " في سفر له وكان علي " ع " يتعاهد نعل رسول الله يخصفها ويتعاهد أثوابه فيغسلها فنقبت له نعل فأخذها يومئذ ليخصفها وقعد في ظل سمرة وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه فقمنا إلى الحجاب فدخلا عليه يحادثانه فيما أرادا ثم قالا يا رسول الله صلى الله عليه وآله إنا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من تستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا، فقال: أما إني قد أرى مكانه ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران (ع) فسكتا، ثم خرجا فلما أتينا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قلت أنت له وكنت أجرأ عليه منا: من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم؟ فقال " ص ":
خاصف النعل فنزلنا فلم نر أحدا إلا عليا، فقلت يا رسول الله " ص " ما أرى إلا عليا، فقال " ص " هو ذاك فقالت عائشة: أذكر ذلك قالت فأي خروج تخرجين بعد هذا!؟ فقالت: إنما أخرج للإصلاح بين الناس وأرجو فيه الأجر إن شاء الله تعالى فقلت: أنت ورأيك فانصرفت عائشة عنها وكتبت أم سلمة * (رض) *