والعقل وطيب الطينة وصفاء السريرة وفي ذلك المكان قرر أحقية أمير المؤمنين * (ع) * بالخلافة وبيعة الغدير ونفى الشك والشبهة في ذلك انتهى كلامه علا مقامه أقول وجميع ما ذكره قدس سره قد ذكره جملة أهل التواريخ والسير ورؤساء المحدثين وذكر جملة منه ابن أبي الحديد الحنفي المعتزلي في شرح النهج المرتضوي ولا بأس بنقل بعض كلامه وإن كان بعضه خارجا عن المقصود إلا أنه غير خال من الفائدة الراجحة لأن كتابنا هذا كتاب أدب وكمال وقصص واعتبار وأمثال والشئ بالشئ يذكر قال ابن أبي الحديد: جاءت عائشة إلى أم سلمة " رض " تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان فقالت لها: يا بنت أبي أمية أنت أول مهاجرة من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وأنت كبيرة أمهات المؤمنين وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم لنا من بيتك وكان جبرئيل أكثر ما يكون في منزلك، فقالت أم سلمة " رض " لأمر ما قلت هذه المقالة؟ فقالت عائشة إن عبد الله " تعني ابن أختها ابن الزبير " أخبرني إن القوم استتابوا عثمان فلما تاب قتلوه صائما في شهر حرام وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ومعي الزبير وطلحة فاخرجي معنا لعل الله أن يصلح هذا الأمر على أيدينا وبنا، فقالت لها أم سلمة " رض " إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان وتقولين فيه أخبث القول وما كان اسمه عندك إلا نعثلا وإنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب " ع " عند رسول الله " ص " أفأذكرك؟ قالت نعم قالت أتذكرين يوم أقبل " ص " ونحن معه حتى هبطنا من قديد ذات الشمال فخلا بعلي " ع " يناجيه فأطال فأردت أن تهجمي عليهما فنهيتك وعصيتيني فهجمت عليهما فما لبثت أن رجعت باكية فقلت: ما شأنك؟
فقلت إني هجمت عليهما وهما يتناجيان، فقلت لعلي " ع " ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام أفما تدعني يا بن أبي طالب ويومي فأقبل إلي رسول الله " ص "