لمن يأتي بشئ إلى مكان والمنقول إليه أكثر وجودا ومحلا من المنقول منه، ثم استعمل في كل ما يلقي إلى من هو أعلم به منه كما في كتاب أمير المؤمنين إلى معاوية: (ولقد خبأ لنا منك الدهر عجبا، إذ طفقت تخبرنا بنعم الله علينا إلى قوله (ع) فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر) وأصل المثل أن تاجرا سافر بتجارته إلى البصرة فلم يربح فيها فأحب أن يشتري تجارة منها ويسافر بها للربح فرأى التمر رخيصا فاشترى بتجارته تمرا وحمله إلى البحرين فرآه فيها أرخص مما اشتراه بكثير فاستأجر له حوانيت للتمر ينتظر غلاه وسعره في نزول حتى حدثت التمرة الجديدة وليس له قيمة فأتى إليه أصحاب الحوانيت وقالوا له: فرغ الحوانيت لنضع فيها التمرة الجديدة فاكترى حماميل لنقل التمر يلقونه في البحر إذ لا قيمة له أصلا فخسره ومصارفه فضربت العرب المثل به لمن يحمل شيئا إلى مكان ذلك الشئ إلى محله وقالوا (كناقل التمر إلى هجر) وبعضهم أزاد مثلا آخر (وحامل الحوت إلى قطر) لأن قطر كثيرة الحوت ولعله لقصة واقعة أو للسجع مع صدق المعنى وقال السيد المحقق السري السيد نور الله الشوشتري صاحب المصنفات الرشيقة والتحقيقات الدقيقة منها (إحقاق الحق) و (مصائب النواصب) و (الصوارم المهرقة في نقض الصواعق المحرقة) وغير ذلك في كتابه (مجالس المؤمنين في ترجمة البحرين) قال صاحب (معجم البلدان) إن البحرين اسم لجميع البلدان التي على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان وقال بعضهم: أن قصبة هجر (إلى أن قال) والبلاد المشهورة بالبحرين القطيف وأده وهجر وينبوتة وزاره وجواتا وشابور ودارين وعانة وفي السنة الثامنة من الهجرة أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله العلاء بن عبد الله الحضرمي إلى أهل تلك البلدان بالدخول في الإسلام أو قبول الجزية وكتب بذلك إلى المنذر بن ساوي وإلى
(٢٦)