مرزبان هجر ولما وصل كتاب النبي صلى الله عليه وآله إلى هذين الاثنين اللذين هما رئيسا تلك الولاية دخلا في الإسلام وكذلك جميع العرب الذين معهما وبعض العجم وأهل القرى والزراعة من المجوس واليهود والنصارى صالحوا على نصف غلتهم من الزراعة والتمر وبقوا على مذاهبهم والعلاء في ذلك العام أرسل إلى النبي صلى الله عليه وآله من مال تلك الولاية ثمانين ألف دينار وبعد ذلك عزل رسول الله صلى الله عليه وآله العلاء وولى أبان بن العاص وسعيد ابن أمية وبقيا إلى وقت وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ولي أبو بكر عزله وولى مكانه العلاء أيضا، ولما كان في زمان عمر عزله وولى أبا هريرة فلما ولي ذلك المكان حصلت منه خيانة عظيمة في الأموال التي قبضها، وروى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألف دينار فلما قدمت إلى عمر قال: لي يا عدو الله وعدو المسلمين (أو قال وعدو كتابه) سرقت مال الله قال فقلت: لست بعدو الله والمسلمين ولا عدو كتابه ولكنني عدو من عاداهم، قال فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال؟ فقلت: خيل لي تناتجت وسهام اجتمعت، قال فأخذ مني اثني عشر ألف دينار (إلى أن قال السيد السند المشار إليه في الكتاب المذكور) وتشيع أهل البحرين وقصباتها مثل القطيف والأحساء من قديم الزمان إلى هذه الأيام ظاهر شايع ومنشأ ذلك شمول اللطف الإلهي لأهل تلك الديار وكان في مبدأ الإسلام مدة مديدة عامل تلك الديار أبان بن سعيد بن العاص وكان من محبي أهل البيت عليهم السلام وكان ممن تخلف عن بيعة أبي بكر مع بني هاشم وفي زمان ولاية أمير المؤمنين (ع) جعل حكومة تلك لديار على ما في كتاب (تحفة الأحباب) مذكور لعبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وبعض الأوقات لعمرو بن أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله وهو ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله وكان ممتازا على غيره في العلم والعبادة