عنهم كوجوب العمل بأوامر القرآن ونواهيه فإنه لا معنى للتمسك بهم وكونهم كالقرآن إلا هذا فهم تراجمة القرآن وأمناء الملك الديان وكونهم الحبل الممدود بين الله وبين خلقه بعد رسوله صلى الله عليه وآله وهم الوسائط بينهم وبينه فلا يقبل الله عمل عامل ولا ترفع إليه قربة متقرب إلا إذا عمل بكتابه واتبع عترة نبيه وآل نبيه صلى الله عليه وآله في أحكام دينه وأعماله ويقينه وكونهما خليفتين على الأمة وكونهما متلازمين لا ينفك أحدهما عن الآخر إلى يوم القيامة لقوله " ص ": (لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهذا عين ما تقوله الإمامية دون غيرهم من سائر فرق المسلمين من أنه يجب أن تكون مدة التكليف إمام هاد من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله هو اللطف يجب على الأمة معرفته ويؤيده ما استفاض عنه (صلى الله عليه وآله) من طرق الخاصة والعامة من قوله (صلى الله عليه وآله): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) وكذلك كون علي منه بمنزلة هارون من موسى (ع) وهارون خليفة موسى قطعا بنص الكتاب العزيز ومشارك له في النبوة فأثبت له جميع المنازل التي لهارون من موسى واستثنى النبوة منها خاصة إذ لا نبي ولا رسول مع محمد (صلى الله عليه وآله) ولا بعده وقوله (صلى الله عليه وآله): علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله، وأخبار الغدير وغيرها من الجم الغفير الواسع الكثير فبموجب ما ذكرناه إنه يجب على جميع المسلمين وكافة العالمين الذين يخافون من عذاب يوم الدين ويتقربون للنبي الأمين أن يقلدوا عترته الطاهرين وآله الميامين في أمور دينهم ودنياهم ويقتدوا بهديهم وهداهم لاتفاق كافة المسلمين العالمين على إثبات علمهم وعدالتهم وتقواهم وطهارتهم وزكاة نسبهم ونجابة أصلهم وأحسابهم ويجب عليهم النظر لأنفسهم وليقتدي بهم من جاء بعدهم بسببهم في من جمع هذه الأوصاف
(٣٤)