الأسماع والأصقاع وحدث بها الركبان في كل مكان وروتها الأولياء والعدوان كثيرة جدا لا يحيط بها اللسان ولا يحصرها إنسان وإن كان ما كان وقد أفردوا لها المصنفات الكثيرة والمؤلفات الشهيرة مقبولة في الطباع ولا تمجها الأسماع (هي الشمس كل العالمين يرونها * عيانا ولكن ذكرها للتبرك) وقد ذكرت هذا المعنى في قصيدتي الغديرية التي أنشأتها في يوم الغدير للتسليم على الأمير بعد ذكر شئ كثير من فضائلهم وكراماتهم وفواضلهم معتذرا عن الإحاطة بأكثرها وإنما ذكرنا ما ذكرناه منها لثوابها وأجرها قلت:
وفي فضلهم أني وذا الخلق كلهم * لبكم إذا رمناء إلى ذاك من حصر إذا كان رب الخلق أثنى عليهم * ونزل فيهم أفضل الذكر في الذكر فما جهد مقوال يقول بجهده * وما قدر مصقاع يفوه بالشعر وأني بشعري فهت بعض مديحهم * وقصدي ثواب الله مع عظم الأجر وكنت كمن قد شال في بطن كفه * له قطرة من وسط متسع البحر فكنت كمن قد نال في الكف نقطة * من المطر الهامي إذا انهل بالفطر فهم عليهم السلام كلمات لله لا تنفد و خزائن جوده التي لا تحصى ولا تعد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله على ما رواه الفريقان لو أن الرياض أقلام والبحر مداد والإنس والجن كتاب ما أحصوا فضائل (علي بن أبي طالب - ع) وهم عليهم السلام نور واحد وطينة واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض.
والغرض الأصلي والمطلب الكلي من إيرادنا هذه النبذة اليسيرة في هذا الكتاب هو التبرك بشريف ذكرهم والتشرف بنشر بعض مزاياهم وفخرهم، وإن تابعيهم ومتعلقيهم كأهل هذه البلاد قد سلكوا طريق الرشاد وفازوا بالهداية