ابن أحمد بن صالح بن عصفور الدرازي البحراني) صاحب (الحدائق الناضرة) و (الدرر النجفية) و (لؤلؤة البحرين) وغير ذلك من التصانيف الفاخرة الباهرة التي تلتذ بها النفوس وتقر بملاحظتها العين لم يعهد مثله من بين علماء هذه الفرقة الناجية في التخلق بأكثر المكارم الزاهية من سلامة الجنبة واستقامة الدربة وجودة السليقة ومتانة الطريقة ورعاية الإخلاص في العلم والعمل والتحلي بصفات طبقاتنا الأول والتخلي عن رذائل طباع الخلف الطالبين للمناصب والدول والعجب من سمينا العلامة المروج كيف أنكر على سيرة هذا الرجل الجليل في زمن حياته وشدة الملامة والتبجيل على من حضر مجلس إفاداته بحيث قد نقل أن ابن أخته الفاضل صاحب (رياض الدلائل) كان من خوفه يدخل على ذلك الجناب سرا ويقرأ عليه ما كان يقرأ ليلا ومتخافتا لا جهرا وإن كان سمينا سيدنا الآخر سيدنا الفقيه المعاصر عامله الله بفضل ما لديه وملأ بالمواهب من سوابغ فضله يديه شافهني بمثل هذه المخادشة عليه والمناقشة في إتقان ما سبق من الكتاب الكبير المنتسب إليه وذلك مما رأيناه ظاهرا من جهة بينونة طريقته لطريقة المجتهدين وعدم موافقته معهم في تربيع الأدلة كما هو الحق المبين ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك، لأملئن جهنم من الجنة والناس أجمعين، هذا ومن جملة من تعرض لذكر أحوال هذا الرجل على سبيل التفصيل هو الشيخ الفاضل الجليل أبو علي الرجالي الحائري المتسم بمحمد بن إسماعيل فإنه قال في كتابه الموسوم) (بمنتهى المقال في أحوال الرجال) بعد الترجمة له بمثل ذكر في هذا المجال من قرية لدرار إحدى قرى البحرين: عالم فاضل متتبع ماهر محدث ورع عابد صدوق دين من أجلة مشائخنا المعاصرين
(١٩٤)