العسكر المذكور فوقع الحرب وهم في السفن فقتل منهم جماعة فردوا بالخيبة، وبعد رجوعهم سافر الشيخ عبد الله المذكور إلى أصفهان للسعي في مقدمة البلد المذكورة عند الشاه وقد كان شيخ الإسلام بأصفهان، أنه لما كان لأمور الشاه المزبور مدبرة رجع بالخيبة مما أمله وتوطن في بلدة بهبهان لظنه رجوع الخوارج إليها واتفق رجوع الخوارج إليها مرة ثالثة اتفق رأيهم على حصار البلد والمنع من الدخول والخروج إليها وانضمت لإعانتهم أيضا أعداء الدين من الأعراب فالشيخ لما سمع ذلك توطن في بلدة بهبهان وأخذوها بعد الحصار مدة مديدة وكانت وفاته (قدس سره) ليلة الأربعاء تاسع عشر شهر جمادي الثانية سنة الخامسة والثلاثين والمائة والألف تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته، انتهى كلامه علا مقامه.
(قلت): وهذا الشيخ من أكابر العلماء العاملين والفقهاء الورعين ذكره كل من تأخر عنه كصاحب (منتهى المقال) و (الروضات) و (المستدرك) وغيرهم وله كتب كثيرة لم يذكرها هو في إجازته ولا صاحب اللؤلؤة في لؤلؤته ولعلها متأخرة عن الإجازة منها كتاب (ذخيرة العباد لترجمة زاد المعاد) عربي قدم فيه وأخر وأزاد واختصر وفيه إيرادات على المصنف وهو من أحسن كتب الأدعية ومنها رسالة (التهاني والتعازي في مواليد النبي الأئمة عليهم السلام ووفاياتهم) يذكر فيها الأقوال ويختار ما يختار حسنة ورسالة (إسالة الدمعة لعين المانع من صلاة الجمعة) رد فيها على الفاضل الهندي في (كشف اللثام) ونقض عبارته في بحث صلاة الجمعة نقضا محكما حيث أن الفاضل المذكور ذهب إلى تحريمها في زمن الغيبة والمحدث المذكور يرى وجوبها عينا وكان من المعاصرين