وشمل المتعلمين إفادات جوده وهذا الشيخ ماهر في أكثر العلوم لا سيما العقلية والرياضية وهو فقيه مجتهد محدث وله شأن كبير في بلادنا واعتبار عظيم إمام في الجمعة والجماعة ولي به اختصاص زائد دون سائر الأخوان والأقران وقد قرأت عليه شيئا من النحو في كتاب الرضي وفي صغري وأوائل الخلاصة في طريق السفر وله لسان طلق وسرعة في الجواب حسن الانشاء والعبارة وهو أفضل أهل بلدنا الآن في العلوم العقلية والرياضية انتهى.
له من التصانيف جملة من الرسائل الرشيقة والتحقيقات الدقيقة وكانت تصانيفه مهذبة محررة وعباراته مع دقتها ظاهرة منها رسالة في بيان القول بحياة الأموات بعد الموت ورسالة في الجوهر والعرض ورسالة في الجزء الذي لا يتجزأ وقد اختار فيها مذهب الحكماء ورسالة في الأذان ورسالة الاستثنائية في الاقرار ورسالة شرح الحمدية لشيخه الشيخ سليمان بن عبد الله (المتقدم ذكره) وقد مدحه في صدرها مدحا عظيما وأثنى عليه غاية الثناء أخبر (قدس سره) أنه لما عرضها عليه وكان فيها جملة من الاعتراضات على المصنف وأعجب بها قال بعد ملاحظة الاعتراضات مداعبا له: إن حصل من يتصدى للجواب عنها أعناه، فقال له الوالدان عدتم عدناه ورسالة في بيان ثبوت الولاية على البكر البالغ الرشيد ورسالة في مسألة هدم الطلقتين بتخلل المحلل وعدمه اختار فيها عدم الهدم خلاف المشهور ورد في هاتين الرسالتين على بعض المعاصرين وأراد به المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح ورسالة في القرعة حسنة ورسالة في التقية غريبة عجيبة إلا أن هاتين الرسالتين ذهبتا فيما وقع على كتبنا من قضية البحرين مع جملة من الكتب وقد كان (قدس سره) يتلهف عليهما غاية التلهف ويتأسف على عدم حفظهما