لم يدنس عرضه لؤم من نساء ولا قوم إلا أنه لم يوجد له مصنف ولم يوقف له على مؤلف وذلك لكثرة اشتغاله بالتدريس والنظر في ليله ونهاره وعشياته وأسحاره وكان مرضيا عند الناس منزها عن الأدناس كثير الاحتياط عديم الاختباط قرأت عليه في علم الفقه وقابلت عنده فيه وفي علم الحديث فوجدته بحرا لا ينزف ومعلما لا يوصف، قد تشرفت بمجالسته برهة من الزمان، وتنعم ناظري بمطالعته طائفة من الأوان توفي (قدس سره) سنة إحدى وثمانين ومائة والف ه. في بلدة القطيف وقد زرته وتبركت بزيارته ودعوت الله عند حفرته وقد رثاه كثير من شعراء زمانه ورثيته بقصيدة أولها:
قف بالديار بعبرة وشجاء * وتحسر وتزفر وبكاء انتهى كلامه علا مقامه (قلت) ورأيت له جملة من الإجازات والانهاءات لجملة من تلامذته وذكره ثقة الإسلام (النوري الطبرسي) في آخر (المستدرك) وبالغ في الثناء عليه (إلى أن قال نقلا عن تتمة الأمل): الثاني لبعض تلامذة بحر العلوم لا الذي ننقل منه للسيد أحمد البحراني وبالجملة كان رحمه الله تعالى في عصره مسلم الكل لا يخالف فيه أحد من أهل العقد والحل حتى أن السيد الأجل والسند الأبجل السيد صدر الدين المجاور في النجف الأشرف مع ما كان فيه من الفضل الرائق والتحقيق الفائق أمسك عن الافتاء حين تشرف الشيخ بزيارة أئمة العراق (عليهم السلام) ووكلها إليه على ما أخبرني به الفاضل الحاج محمد حسين بنلفروش قال: ومما نقل عنه أنه (ره) كان يرى من الواجب على العلماء والعدول تقسيم الوجوه التي يجعلها الظلمة على الناس ويصادرونهم بها بينهم مع مراعاة ضعيفهم وقويهم ويسرهم وفقرهم لئلا يحترق الضعيف ويتضرر، قيل