أتلبث في الجفون وأنت عضب * إذا ما سل يوم الروع أهلك وتقنع بالخمول وأنت من من * ترى من ذا الورى بالعلم أملك لقد أمتك أبكار المعالي * وقد طلبت غواني الفضل وصلك وجئنك قد سفرن لك ابتهاجا * وما أسفرن للخطاب قبلك فهل لك من معانقة الغواني * على سرر العلا والعز هل لك وهل لك في بكارات إذا ما * فضضت ختامها علت محلك وهل لك أن تذل إليك قوم * تراهم حاولوا ذا اليوم ذلك وفي قول الأفاضل بعد درس * أدام الله للعلياء ظلك وخلدك المليك مدا الليالي * وأعزز في أديم الأرض ويلك وها أنا قد أدبتك بأسواطي وكررت في الطواف بكعبة نصحك أسابيع أشواطي دونك كأس النصح فاشرب بها * ووجه النفس إلى ربها فإن أبت إلا خلاف الهدى * فاكفف هداك الله من غربها وذكرنها عرصات البلا * وموقفا تسأل عن ذنبها وحر نار نورها ظلمة * أعوذ بالرحمن من لهبها فكن لوصيتي من الحافظين لا من الخافضين ولا تكن ممن يجعل العظاة عضين وإياك أن تكون مضروب المثل إن الموصيين بنو سهوان فتتعرض عند ذلك للهوان أعوذ بالله أن تكون كذلك وأمثاله إصلاح بالك واستقامة أحوالك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
هذا آخر الكتاب الجامع لأنواع البلاغة وفصل الخطاب مما اشتمل عليه من الأشعار الرائقة والأمثال الفائقة والاستعارات الحسنة والكنايات المستحسنة