الله منه وتصيبه عقوبة إلى أن هلك رجل ظلوم حتف أنفه لم تصبه عقوبة فقيل لعبد المطلب ذلك ففكر وقال والله إن وراء هذا دارا يجزى فيها المحسن بإحسانه ويعاقب فيها المسيء بإساءته ومما يدل على إثباته المبدإ والمعاد أنه كان يضرب بالقداح على ابنه عبد الله ويقول * يا رب أنت المليك المحمود * وأنت ربي المبدىء والمعيد * من عندك الطارف والتليد ومما يدل على معرفته بحال الرسالة وشرف النبوة أن أهل مكة لما أصابهم ذلك الجذب العظيم وأمسك السحاب عنهم سنتين أمر أبا طالب ابنه أن يحضر المصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم فأحضره وهو رضيع في قماط فوضعه في يديه واستقبل الكعبة ورماه إلى السماء وقال يا رب بحق هذا الغلام ورماه ثانيا وثالثا وكان يقول بحق هذا الغلام أسقنا غيثا مغيثا دائما هطلا فلم يلبث ساعة أن طبق السحاب وجه السماء وأمطر حتى خافوا على المسجد وأنشد أبو طالب ذلك الشعر اللامي منه وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل بطيف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواصل كذبتم ورب البيت نبزى محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل وقال العباس بن عبد المطلب في النبي عليه الصلاة ووالسلام قصيدة منها من قبلها طبت في الظلال وفي * مستودع حين يخصف الورق ثم هبطت البلاد لا بشر * أنت ولا مضغة ولا علق بل نطفة تركب السفين وقد * ألجم نسرا وأهله الغرق
(٢٤٠)