كانت المخاطبات النظرية بألفاظ مسموعة والأفكار العقلية بأقوال عقلية فتلك المعاني التي في الذهن من حيث يتأدى بها إلى غيرها كانت موضوعات المنطق ومعرفة أحوال تلك المعاني مسائل علم المنطق وكان المنطق بالنسبة إلى المعقولات على مثال النحو بالنسبة إلى الكلام والعروض إلى الشعر فوجب على المنطقي أن يتكلم في الألفاظ أيضا من حيث تدل على المعاني واللفظ يدل على المعنى من ثلاثة أوجه أحدها بالمطابقة والثاني بالتضمن والثالث بالإلتزام وهو ينقسم إلى مفرد ومركب فالمفرد ما يدل على معنى وجزء من أجزائه لا يدل على جزء من أجزاء ذلك المعنى بالذات أي حين هو جزء له والمركب هو الذي يدل على معنى وله أجزاء منها يلتئم مسموعه ومن معانيها يلتئم معنى الجملة والمفرد ينقسم إلى كلي وجزئي والكلي هو الذي يدل على كثيرين بمعنى واحد متفق ولا يمنع مفهومه عن الشركة فيه والجزئي هو ما يمنع نفس مفهومه ذلك ثم الملي ينقسم إلى ذاتي وعرضي والذاتي هو الذي يقوم ماهية ما يقال عليه والعرضي هو الذي لا يقوم ماهية سواء كان غير مفارق في الوجود والوهم أو مفارقا بين الوجود أو غير بين الوجود له ثم الذاتي ينقسم إلى ما هو مقول في الجواب ما هو وهو اللفظ المفرد الذي يتضمن جميع المعاني الذاتية التي يقوم الشيء بها وفرق بين المقول في جواب ما هو وبين الداخل في جواب ما هو وإلى ما هو مقول في جواب أي شيء هو وهو الذي يدل على معنى تتميز به أشياء مشتركة في معنى واحد تميزا ذاتيا وأما العرضي فقد يكون ملازما في الوجود والوهم وبه يقع تمييز أيضا لا ذاتيا وقد يكون مفارقا وفوق بين العرضي والعرض الذي هو قسيم الجوهر وأما رسوم الألفاظ الخمسة التي هي الجنس والنوع والفصل والخاصة والعرض العام فالجنس يرسم بأنه المقول على كثيرين مختلفين بالحقائق الذاتية في جواب ماهو
(١٦٠)