فقال: إن قولك " الله " أعظم اسم من أسماء الله عز وجل، وهو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمى به غير الله، ولن يتسم به مخلوق.
فقال الرجل: فما تفسير قوله: الله؟
قال: هو الذي يتأله (1) إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من هو دونه، وتقطع الأسباب من كل من سواه، وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا ومتعظم فيها، وإن عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه إليه، فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم، وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته، حتى إذا كفى همه عاد إلى شركه. أما تسمع الله عز وجل يقول: (قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صدقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون). (2) فقال الله عز وجل لعباده: أيها الفقراء إلى رحمتي، إني قد ألزمتكم الحاجة إلي في كل حال، وذلة العبودية في كل وقت، فإلي فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه وترجون تمامه وبلوغ غايته، فإني إن أردت أن أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم، وإن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على إعطائكم، فأنا أحق من سئل وأولى من تضرع إليه، فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم.
" بسم الله الرحمن الرحيم " أي أستعين على هذا الأمر بالله الذي لا يحق العبادة لغيره، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي، الرحمن الذي